مما لا شك فيه أن عقوبة السجن لأي شخص وقع في خطأ يتعلق بجريمةٍ ما؛ ما هي إلا عقوبة إصلاحية هدفها إقلاع المذنب عن خطأ ارتكبه، ولا تدخر دولتنا الرشيدة (حفظها الله) وسعاً من خلال وزارة الداخلية ممثلة بالإدارة العامة للسجون وما تقوم به من برامج دينية وثقافية وتعليمية وتدريبية ورياضية للتخفيف على السجناء وتهيئتهم وتدريبهم وإعدادهم للمرحلة القادمة، وهي مرحلة ما بعد السجن، أي بعد انتهاء فترة العقوبة المقرَّرة على السجين، لكن كثيراً من هؤلاء السجناء يرجعون للمجتمع بعد قضاء عقوبتهم بأضرار اجتماعية كبيرة تنحصر في معظم الأحيان في فقدانهم وظائفهم واكتساب نظرة الاحتقار والذل من المجتمع، مما يُحدِث كثيراً من الأزمات النفسية، وذلك بسبب النظرة الدونية ورفض عودتهم العادية للمجتمع ليكونوا فئة فاعلة كغيرهم من أفراد المجتمع بعد أن أصبحت سمعتهم في الحضيض، لأن غالبية المجتمع تقف تجاه السجين موقفاً سلبياً، وتنظر إليه على أنه ذلك الشخص الشرير وذلك المنحرف وأيضاً غير السوي. فهل هذا الموقف يعطي السجين مزيداً من الصلاح والاستقامة لإعادة بناء حياته واندماجه في المجتمع؟ ولعلنا نجد إجابة لدى مؤسساتنا الاجتماعية الرسمية والأهلية عن دورها تجاه هذا الموقف السلبي من المجتمع.