تعتبر دراسة الجدوى التي تُضبط بمعايير السوق، بداية الخيط لنجاح المشروع التجاري، بغض النظر عن حجمه. ولأن المشاريع الكبيرة فيها الكثير من التفاصيل الدقيقة؛ يتم اللجوء لمكاتب استشارية متخصصة لعمل دراسة الجدوى.. إلى هنا والأمر طبيعي. غير الطبيعي هو أن يقوم رواد ورائدات الأعمال بعمل دراسات الجدوى لدى مكاتب استشارية وحجتهم أن هذه المكاتب ستكون أكثر عمقا، وستجيب على العديد من الأسئلة الفنية والإدارية والمحاسبية التي تطرحها جهات تمويل المنشآت الصغيرة والمتوسطة، عند عمل المقابلة الشخصية، التي دائما تسبق التمويل. تكليف آخرين بعمل دراسات الجدوى بالإنابة قد يكون معيقا للحصول على القرض، لأن المقابلة الشخصية ستعطي قراءتين متناقضتين، فهناك دراسة جدوى عالية الجودة، وطالِب قرض لا يعكس العمق الموجود على الورق لأنه لا يستطيع الإجابة على أسئلة اللجنة، وإن أجاب فإجاباته ركيكة وعمومية تضع المشروع في دائرة الشك بإمكانية نجاحه.. والأخطر الشك في إمكانية استرجاع مبلغ القرض، والنتيجة في الغالب الرفض. وحتى لو تم إقناع لجنة التمويل بالمشروع وصاحبه – وهذا من النادر في مثل هذه الحالات – فإن هناك عقبات ستظهر عند بدء التشغيل الفعلي للمشروع، خصوصا إذا كانت الخبرة في مجال العمل قليلة أو معدومة. الشيء المثالي هو أن تعمل دراسة الجدوى بنفسك – مهما قابلتك صعوباتٌ في إنجازها – تحت إشراف شخص مختص، لأن فوائدها أكبر من أن أستطيع تعدادها في عمود صغير، ولكنها بشكل عام تعتبر الخطوة الأولى الصحيحة لعملٍ تجاريٍّ ناجحٍ قابِلٍ للاستدامة والنمو.