المدينة المنورة، جدة – عبدالرحمن حمودة، محمد المحسن، عبدالعزيز الخزام نصوص الشبكات الإلكترونية تستحوذ على انطلاقة مؤتمر الأدباء د.خوجة: يأتي المؤتمر في ظل التغيرات التي يشهدها العالم وهيمنة وسائل التواصل الرقمية البازعي: مفهوم «الأدباء» عَفَا عليه الزمن أبو دهان: أقترح دعوة جميع السعوديين دشن أمير منطقة المدينةالمنورة فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز، بحضور وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، في المدينةالمنورة مساء أمس، مؤتمر الأدباء السعوديين الرابع، الذي ينعقد تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين، ويتزامن عقده مع مناسبة اختيار المدينةالمنورة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2013م، تحت عنوان «الأدب السعودي وتفاعلاته». عبدالعزيز خوجة وفي مستهل حفل الافتتاح، ألقى وزير الثقافة والإعلام كلمة نقل فيها تحيات الملك عبدالله بن عبدالعزيز للأدباء والمشاركين، ومباركته للمؤتمر المقام لمصلحة الوطن، مشددا على أهمية الرعاية الكريمة ضمن سلسلة من الدعم والمبادرة للثقافة والأدب في المملكة. وبين خوجة أهمية الثقافة في مد جسور التواصل على مستوى الشعوب والدول، لافتا إلى أن عقد المؤتمر الرابع في المدينةالمنورة جاء بناء على توصية المؤتمر الثالث بنقل المؤتمر بين مختلف مدن المملكة كل عامين، وذلك تحفيزا للحركة الثقافية وتشجيعا لها في مختلف مناطق المملكة، مسترجعا في كلمته ذكريات المؤتمر الأول في مكةالمكرمة قبل أربعين عاما. وأضاف خوجة أن أهمية عقد المؤتمر في المدينةالمنورة تكمن في أنها المدينة التي شعّ منها نور الحضارة الإسلامية وهّاجا، مؤسسا لمدارس علمية في الفقه الإسلامي والتاريخ والعلوم والآداب وغيرها، واصفا إياها بينبوع الحضارة الإسلامية. وثمّن وزير الثقافة والإعلام دعم القيادة لفعاليات عاصمة الثقافة الإسلامية ورعايتهم لها، مقدما شكره للأمير فيصل بن سلمان لمتابعته وإشرافه المباشر لإنجاح المناسبة، واصفا أن المناسبة تركت الجمال القوي والبهي لها، وهو ما لمسه الجميع خلال الأيام الماضية التي كونت حركة علمية وثقافية نشطة في المنطقة. وقال الدكتور عبدالعزيز خوجة إن الحاجة ماسة لعقد مثل هذه المؤتمرات في ظل التغيرات التي يشهدها العالم وظهور وسائل التواصل الرقمية التي ملأت عقول الشباب، وشجعتهم على الكتابة والتواصل الأدبي والثقافي، مبينا أن مؤتمر الأدباء يهدف إلى دعم الحركة الثقافية في المملكة وتقويتها وإبراز صورتها الجمالية، لافتا في سياق الحديث إلى أنه يمثل دعما وتشجيعا للأدباء ووسيلة لتوفير كل متطلباتهم. وفي ختام الحفل، كرم أمير المدينةالمنورة أبرز داعمي الثقافة على مستوى المملكة، وعلى رأسهم أمير منطقة حائل الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز، وأمير منطقة نجران الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز، والدكتور ناصر الرشيد، وعلي الجميعة، ومسعود آل حيدر، وعبدالعزيز الهويدي، وعبدالرحمن شربتلي، وأحمد باديب، وشنان الزهراني، وأمانة منطقة الرياض، وبنك الرياض، والشيخ عبدالعزيز الموسى، وشركة الجبر، وشركة الحسين والعفالق، بندر بن معمر، ومشعل الزايدي، وسهيل قاضي، والبنك الأهلي، وشركة أرامكو السعودية. على صعيد آخر، وعلى الرغم من انطلاق الفعاليات وبدء الجلسات، إلا أن انتقادات المثقفين والأدباء وملاحظاتهم تواصلت تجاه المؤتمر الذي يختتم أنشطته غداً الخميس. ولا يضاهي النقاشات الجادة التي تتم في قاعات المؤتمر وجلساته سوى تلك الرسائل المملوءة بسخرية سوداء التي يبعثها أدباء ومثقفون للمؤتمر عبر مختلف الوسائط الحديثة على الإنترنت. ويبدو أن ملف «الدعوات» قد حظي بالنصيب الأكبر من الانتقادات، حيث شارك الشاعر محمد زايد الألمعي على صفحته في «فيسبوك» رابط المؤتمر معرفاً إياه ب «برنامج المؤتمر الرابع (لأشقّائنا) الأدباء السعوديين»! كما وجه القاص والمترجم خلف القرشي سؤالاً لوزارة الثقافة والإعلام: «من هم الأدباء؟» لكن القاص فهد المصبح يبدي ألماً خاصاً، ويقول في خطاب وجهه للساحة الثقافية: «لقد راجعت معلوماتي الخاصة فلقيتني من ضمن المثقفين والأدباء في هذا الوطن الحبيب ولديّ ما يقارب العشرة كتب مطبوعة، منها روايتان وثماني مجموعات قصصية، صحيح أيها الإخوة أنني غير مشهور، وكذلك غير وجيه، وليست عندي واسطة تعرفني وتزكيني عند القائمين على المؤتمر، فهل هذا سبب في عدم دعوتي إلى المؤتمر؟ وعشرات الكتاب والمثقفين يدعون إليه كل سنة حتى أصابهم السأم والملل من تكرار دعوتهم، لا أدري والله أين الخلل وفِيمَ؟ لقد كتبت في الصحف عن هذا الأمر ولم أجد فائدة وتحدثت مع بعض القائمين على شؤون الثقافة دون جدوى ولن أَكلَّ أو أَملَّ من طرح تساؤلاتي حول المؤتمر حتى أجد إجابة مقنعة فهل من إجابة؟». أحمد أبو دهمان ولم تتوقف الملاحظات على الكتاب «الذكور»، فهذه الكاتبة الدكتورة هناء حجازي الفائزة بجائزة وزارة الثقافة والإعلام للكتاب للعام الحالي تقول: «بأمانة شديدة لا أعرف هل يجب أن أغضب لأن الوزارة لم توجه لي الدعوة لحضور مؤتمر الأدباء أم لا؟»، فيما تختصر الشاعرة هيلدا إسماعيل الكلمات: «الحمد لله أنا ما طلعت «أدباء» للمرة الرابعة على التوالي»! ومن باب «المداعبة» يقول الروائي أحمد أبو دهمان «العالم بأسره يترقب نتائج هذا المؤتمر.. يا أدباء السعودية.. العالم أمانة في أعناقكم وليس له سواكم»، ليضيف بعد ذلك «في المؤتمر الأخير «الثالث» دعت الوزارة حوالي ألف أديب.. لماذا لا تتم دعوة جميع السعوديات والسعوديين.. كلنا أدباء». د. سعد البازعي وبعيداً عن ملف «الدعوات» الشائك، يقول الناقد الدكتور سعد البازعي إن «مؤتمر الأدباء السعوديين المنعقد الآن في المدينة مهم من حيث إنه نشاط نقدي وبحثي يضيء جوانب من الأدب السعودي، لكن اسمه لا ينطبق على مسماه»، ويلاحظ البازعي أن «مفهوم الأديب مفهوم عفا عليه الزمن ولم يعد وصفاً دقيقاً لواقعنا الثقافي: لدينا كتاب قصة ومسرحيون وشعراء، ولدينا نقاد. فمن هم الأدباء بين أولئك؟»، ليختتم: «كان ينبغي أن يسمى مؤتمر الأدباء السعوديين، إما مؤتمر «الأدب السعودي» وإما أي اسم آخر يبرز أنه مؤتمر نقدي في المقام الأول، أي مؤتمر حوار ونقاش». ومن جانب آخر، انطلقت صباح أمس أولى جلسات المؤتمر، وقد ركزت على التقنيات الحديثة في مواقع التواصل الاجتماعي وعلاقتها بالكتابة والإبداع الأدبي، وأدارها الدكتور محمد مريسي الحارثي، حيث تصدّرت الجلسة الأولى ورقة الأستاذ المساعد في كلية البنات بجامعة الأمير سلطان الدكتورة أميرة الزهراني، بعنوان «القصة القصيرة جدًّا في تويتر – دراسة نصية في ضوء الوسيط الإلكتروني»، كما طرح الدكتور عالي سرحان القرشي أستاذ النقد في كلية الآداب بجامعة الطائف ورقة عنوانها «إنتاج النص الإبداعي وتلقيه عبر فيسبوك» ثم طرح الباحث عبدالحق هقي ورقة بعنوان «المدوّنات وأثرها في إبداع أدبيّ تفاعلي بين الكاتب والقارئ»، وأخيرا قدم الباحث علي زعلة ورقة بعنوان «النص الرقمي بين الإنتاج والتلقي: قراءة في التشكيل الجمالي والدلالي».