يوم الجمعة اجتماع وعيد أسبوعي يفرح بحضوره المسلمون ليستمعوا لخطبة الجمعة التي عادةً ما تركز على ما يستجد من أحداث محلية داخل نطاق المجتمع بشكل خاص، ويكون الحديث بما ينفع ويجمع الكلمة، فالمقصود وعظ الناس وتذكيرهم. فعندما يكون الشخص حاضراً في أية مناسبة وهناك سوء تفاهم بين بعض الحضور فإنه يتحاشى أن يتحدث أو يثير أياً من الأطراف، وإن حصل حديث فيكون للإصلاح لا لتأجيج المشكلة وزرع الفتنة، فما بالك إذا كان الشخص إماماً وخطيباً للجمعة وفي بيت من بيوت الله، فالأولى أن يراعي ذلك، وأن يحترم حرمة المكان والزمان، وألا يتحدث في أمور قل الحديث فيها من أُناس ذوي علم، سواء الديني أو السياسي، وخبرة ودراية ببواطن الأمور حتى تنجلي الغيمة وتتضح الصورة لأن الحديث في مثل هذا الوقت بالذات قد يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه وما حصل في أحد المساجد يوم الجمعة في مدينة الرياض بعد أن قام الإمام بالدعاء بتحديده أسماء معينة ما أدى إلى عراك وتلاسن بين بعض المصلين، وهذا مع الأسف أمر لم نتعود عليه ولا نرضى به. من الأولى أن يقوم خطيب الجمعة بالدعاء لوحدة كلمة المسلمين فالدعاء للناس أفضل من الدعاء عليهم، ونحن الآن في عصر تموج فيه الفتن من كل حدب وصوب. وقد أنعم الله علينا في هذا البلد بالأمن والاستقرار الذي يغبطنا عليه كثيرون، ولا بد من أن ندرك كلنا ذلك، وأتمنى من المسؤولين ألا يولوا للخطابة في يوم الجمعة إلا أهل الفضل والعدالة والاستقامة.