يُعنى مفهوم السلامة البحرية Martime Saftey بحماية الأرواح والممتلكات من خلال تنظيم وإدارة وتطوير التكنولوجيا لجميع وسائل النقل البحري، ويشمل هذا المفهوم تصنيفين فرعيين هما: «خفر السواحل، والإنقاذ البحري»، ما يهمنا هنا هو الإنقاذ البحري، فقد وصلتني رسالة بالبريد الإلكتروني من قبل الناطق الإعلامي لحرس الحدود العميد محمد بن سعد الغامدي إليكم منها: «من المؤسف أن يتعرض الأطفال للغرق بسبب غفلة أسرهم عنهم، ومن المؤسف أن تتعرض الأمهات أيضاً للموت عندما يحاولن إنقاذ فلذات أكبادهن، بالإضافة إلى أن الشباب يتعرضون للغرق بسبب تهوُّرهم بالسباحة في البحر في مناطق ممنوعة، فإحصائياتنا تؤكد غرق 74 شخصاً خلال العام الماضي، بينما أنقذت دورياتنا البحرية أكثر من 281 شخصاً من الغرق في البحر في شواطئ المملكة من الجنسين، وكلهم كانوا يعتقدون أن الغرق لا يتعرض له إلا الآخرون، وهذه هي المشكلة.. ثقافة الالتزام بإرشادات السلامة لا تزال متدنية، بل قد تكون آخر ما يفكر فيه الناس عند قيامهم بالنزهات، فلا يتنبهون لها إلا بعد فوات الأوان.. القصص المأساوية لدينا كثيرة، وخصوصاً في أيام الصيف». وببساطة فالرسالة تبين أهم أسباب الغرق، فضلاً عن عدم المعرفة بالسباحة غالباً، وهي كالتالي: 1. المرأة: هي المسبب الرئيس في الغرق، فالأم المهملة لأبنائها مع الخادمة حينما يغرق طفلها، بعد أن تلهو الخادمة بمهمات جانبية للحظات، ستقودها العاطفة نحو البحر، ومن ثَم تزهق روحان بدلاً من روح. الغرق لا يعطي الأمل في النجاة، ولا ينتظر قدوم الإسعاف وفرق الدفاع المدني والغواصة.. 2. الثقة بالنفس: تمادي البعض في السباحة أفقياً لمسافات بعيدة مع الجهل التام بجغرافيا البحر لا يقابله خلفية معرفية بأن الموج يدفع به مترين مقابل كل متر يعاكس به الموج، مما يجعل السابح يبذل مجهوداً عضلياً بدنياً شاقاً قد يزهق قواه مؤدياً به للغرق. 3. الغرق الجماعي: في حالة غرق شخص أمام عائلته تتدافع باقي الأسرة أو المعارف بدافع تغليب العاطفة على العقل مما يزيد من حجم الكارثة. 4. التعالي على الإرشادات واللوحات التعليمية: بعض المجموعات تصر مثلاً على زيادة طاقة تحميل القوارب وتتساهل في مسألة زيادة فرد إضافي واحد، أو تتجاوز السباحة إلى المناطق المحظورة رسمياً من قبل حرس الحدود. 5. العادات والتقاليد: بسبب خصوصيتنا، يرى بعض زوار الشاطئ أن حلول الظلام هو الأنسب لنزول البحر والسباحة، في مقابل الانزلاق في أماكن عميقة داخل البحر. 6. عدم التقيد باللباس المناسب للسباحة: كإصرار النساء على السباحة بالعباءة والملابس الطويلة مما يسهم بدور كبير في الغرق سريعاً. وتشير إحصائيات الغرقى بحسب حرس الحدود إلى أن 90% منهم قادمون من خارج المدن الساحلية، وفي إحصائية لعام 1433 كانت نسبة الوفيات نتيجة الغرق 57 حالة، أما الذين تم إنقاذهم فقد وصل العدد بهم إلى 442، إلا أنه وبحسب الناطق الإعلامي، فإنه لوحظ خلال السنين المتقدمة ومع حرص المديرية العامة لحرس الحدود على تثقيف المجتمع، فقد وصلت حالات الغرق هذا العام إلى 38 حالة، أما الذين تم إنقاذهم 235 حالة. ومع ذلك فإن حرس الحدود لا يزال يبذل قصارى جهده لإيصال صوته للمجتمع ولكافة شرائحه عبر جهوده التي يُرجى من قطاعات ومؤسسات الدولة دعمها والوقوف إلى جانبها. فلابد أن تؤازر حرس الحدود: وزارة التربية ممثلة في إدارات التعليم، ووزارة التعليم العالي، ووزارة الإعلام، والرئاسة العامة لرعاية الشباب على وجه الخصوص، من خلال نشر ثقافة الالتزام بالتعليمات والتثقيف والتوعية بأمور السلامة البحرية. ومن ضمن المهام التي اتخذها حرس الحدود على عاتقه حديثاً تشكيل لجنة السلامة البحرية، حيث تهتم بتوعية النساء والأطفال بمختلف المخاطر البحرية والشاطئية والبيئية والمرورية والمنزلية، وتعمل تحت مظلة وزارة الداخلية متمثلة في حرس الحدود، وهو الجهة المختصة بمهام البحث والإنقاذ والتوعية في المجال البحري، وتم تشكيلها بموافقة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- مطلع العام 2010 وترأسها صاحبة السمو الأميرة مشاعل بنت عبدالمحسن بن جلوي آل سعود، في حين تقوم صاحبة السمو الملكي الأميرة جواهر بنت نايف برعاية نشاطاتها منذ تأسيسها، وتضم لجنة السلامة البحرية نخبة من السيدات المتطوعات المتخصصات في الطب والسلامة والإدارة والتدريب. أثبتت اللجنة أن النشاطات التوعوية تخفض الحوادث، فمنذ بدء النشاطات لوحظ انخفاض في نسبة الحوادث والغرق في شواطئ المنطقة الشرقية. إلا أننا كمجتمع نعلم يقيناً أن المواطن هو رجل الأمن الأول، إذا أيقنَّا أن لحرس الحدود مهامَّ أخرى تقع على عاتقه تتعلق بدعم السلامة البحرية الدولية، ودعم أهداف الأمن القومي الشامل كالأمن الملاحي وأنشطة الاستخبارات والعمليات العسكرية المشتركة، فإن الإيمان باحترام الأنظمة والتعليمات والحرص على نشرها بين أفراد المجتمع والتقيد الصارم بها سيخفف العبء عن أفراد حرس الحدود وسيوفر لهم نشاطاً سيُبذل حتماً في جهود أخرى. ولعل أهم صلاحيات حرس الحدود فيما يخص مزاولة الصيد والنزهة والغوص فيما يخص المياه الإقليمية للمملكة: * يتولى تحديد الأماكن الصالحة لنزول وسائط الصيد والنزهة. * يتولى الإشراف على كافة نواحي الأمن ويطبق كافة تعليمات وسائل السلامة ابتداء من التصريح بنزول وساطة الصيد أو النزهة إلى البحر، وحصر كافة من فيه من أشخاص، وتفتيش تلك الوسائط سواء عند نزولها البحر أو بعد عودتها أو أثناء وجودها في البحر بواسطة دوريات حرس الحدود. * يتولى حرس الحدود مراقبة الصيادين ووسائل ومعدات وطرق الصيد والغوص، وتطبق اللوائح والتعليمات الصادرة بهذا الخصوص. * يتولى حرس الحدود إصدار رخص قيادة وسائط الصيد والنزهة بما فيها الدبابات البحرية، كما يتولى إصدار تصاريح النزهة البحرية. * يحدد مواقع الصيد والنزهة داخل البحر بالتعاون مع الجهات الحكومية الأخرى المختصة. هنا عزيزي القارئ كتيب مجاني يتضمن لائحة الأمن والسلامة مقدَّم من المديرية العامة لحرس الحدود: http://www.fg.gov.sa/Arabic/Rules/Documents/لائحة_الأمن_والسلامة.pdf