أشادت رابطة العالم الإسلامي بالكلمة التي وجهها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بمناسبة عيد الفطر، وأكدت على أهمية المضامين والرؤى التي عرضها لمواجهة التحديات وعلاج المشكلات والفتن والمآسي التي تعاني منها الأمة. جاء ذلك في بيان أصدره الأمين العام للرابطة وعضو هيئة كبار العلماء في المملكة الدكتور عبد الله بن عبدالمحسن التركي، أمس، ونوه فيه إلى حرص خادم الحرمين الشريفين على إصلاح شأن الأمة المسلمة، ووضع الحلول الناجعة لها، مبيناً أن رابطة العالم الإسلامي تؤكد أن الكلمة تنطلق من رؤى إسلامية لدفع الدخيل الفكري عن أمة الإسلام وعلاج أسبابه، وفي مقدمتها البعد عن الإسلام، وظهور الفكر المنحرف الذي تجرأ على تفسير النصوص وفق مراد أصحاب الإرهاب الفكري في إباحة قتل الأبرياء، وترويع الآمنين، وهتك الحرمات. ودعا التركي قادة الأمة وعلماءها وأهل الرأي فيها إلى الاستفادة من هذه الكلمة التي عرضت مبادئ الإصلاح الإسلامي وعلاج مشكلات المسلمين بعين بصيرة. وقال: «لقد حدد خادم الحرمين الشريفين أسباب التراجع الحضاري لأمة الإسلام، وفي مقدمتها الابتعاد عن الدين وتشويه مبادئه والعبث بمقاصده والنزاع والفرقة بين المسلمين والانحراف الفكري الذي يتوشح عباءة الدين في تأويلاته وتحركاته، ودين الله منه براء، والتطرف والإرهاب». كما حذر الدكتور التركي من التنازع والتنافر الذي يؤدي إلى إراقة الدماء وتدمير المكتسبات، وتشويه قيم الإسلام ومبادئه الجامعة، في التعايش على مبادئ الحق والعدالة. وقال الدكتور التركي: «إن خادم الحرمين رسم طريقاً لإصلاح حال الأمة ذلك بإصلاح الذات والاتفاق على كلمة سواء ركيزتها كتاب الله تعالى وسنة رسوله والتصدي بكل حزم لدعاة الفتنة والضلال والانحراف الذين يسعون إلى تشويه سمعة الإسلام والتذكر دائماً أن سعة عقول رجال الإسلام كانت سبباً في حضارة الإنسان ورقي الإنسانية بشهادة منارات العلم والحضارة في العالم أجمع، ومواصلة مواجهة الإرهاب وأفكاره وتحركاته». وقال: «إن التعاون الإنساني لمواجهة الآفات التي ظهرت في بعض المجتمعات وأخطرها آفة الإرهاب تحتاج إلى تعاون عالمي، ومن هنا جدد خادم الحرمين الشريفين الدعوة إلى تفعيل خطط المركز الدولي لمكافحة الإرهاب الذي دعا لإقامته في المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب ورعاه في الرياض ثمانية أعوام». إلى ذلك افتتح الدكتور التركي أمس، ندوة «دور المراكز الإسلامية في تصحيح المفاهيم الخاطئة» التي تنظمها رابطة العالم الإسلامي بالتعاون مع المركز الثقافي الإسلامي في لندن بمشاركة نخبة من العلماء المسلمين والمفكرين في بريطانيا. وبين سفير خادم الحرمين الشريفين لدى بريطانيا الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز في كلمة ألقاها نيابة عنه مدير الشؤون الدينية في السفارة عبد الرحمن العنزي أن الحاجة ملحة، خاصة في هذا الوقت، لمناقشة مثل هذه المواضيع، منوهاً إلى الدور الذي تقوم به رابطة العلام الإسلامي في خدمة الجاليات المسلمة في مختلف دول العالم. فيما أبدى الدكتور التركي استعداد الرابطة للتعاون مع جميع المؤسسات والهيئات والمراكز الإسلامية من خلال هيئات الرابطة المختلفة لما فيه خدمة ومصلحة الإسلام والمسلمين.