هربت بعيدا أو ربما حاولت الهرب حتى لا يقابلني الحنين في إحدى لحظات الصمت اتخذت الكتابة ملجأ لي أمسكت بقلم رصاص وأصبحت أرسم على الأوراق ولكن في الحقيقة أنني كنت أرسمك في مخيلتي في كل مرة أسلك فيها طريق الرسم على الورق وسيلة للهرب من لوحة رسمتها لك، لكنها لم و-ربما- لن تكتمل، فلقد ذهبت بعيدا قبل أن أكمل لوحتي فشلت في التهرب من حنيني كنت مخطئة عندما ظننت أن انشغالي سوف يلهي حنيني عني ففي كل مرة لجأت فيها إلى الكتابة وجدت أن كل أحرفي تتحدث عنك وفي كل مرة لجأت فيها إلى الكتابة وجدت أنك جعلت مني فتاة تتفنن في الحروف لتجعلها كنوتة تحمل معزوفة خاصة فقط حينما تكتب عنك ولك وفي كل مرة أقرر فيها أن أرسم لوحة أخرى أشعر بأنني لم ولن أتقن لوحة مثل اللوحة التي كانت لك، ربما لأنك كنت أنت جمال اللوحة، وربما لأن تفاصيلك كانت هي ألوان لوحتي النادرة وهكذا وبعد أن فشلت جميع محاولاتي للهروب من حنيني إليك أيقنت أن الغربة لا تعني سفرا طويلا ورحلة بعيدة عن كل شيء بل قد تشعر بالغربة حينما تكون غريبا حتى مع نفسك قد تكون الغربة غربة مشاعر لا تعرف للعودة طريقا أو ربما ضلت طريقها وقد تكون الغربة كالغربة عنك مليئة بك ولكن ليس بوجودك بل مليئة باشتياقي وحنيني لك وبطريق طويل مظلم لم أصل إلى نهايته حتى الآن أتمنى أن تكون نهايته وصولي إليك لأكمل لوحتي ولتصبح أنت العنوان لكل حروفي.