حذر البيان الختامي لندوة «واجب المراكز الإسلامية في تصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام»، من الخطط الهادفة إلى إحداث شرخ في العلاقات بين المسلمين، وضرورة تحصين الشباب من التيارات والأفكار التي تتناقض مع قيم الإسلام وتوجيهاته، والنأي عن كل ما يؤجج الفتن، ويثير عداء الآخرين عن الإسلام وحضارته وأبنائه. ودعا البيان مراكز الدراسات الاستشراقية إلى التحلي بالمنهجية وعدم الانجرار خلف الأحكام المسبقة، المتسمة بروح العداوة التاريخية، ودعوة المسلمين في الغرب إلى بيان حقيقة الإسلام ومبادئه، وما يقدمه من إثراء للحضارة الإنسانية، والسعي إلى تفويت الفرص على الغلاة الراغبين في تأجيج صراع الأديان والحضارات. وأكدت الندوة ضرورة تعاون المسلمين في الغرب مع الدول والمؤسسات الإسلامية بما يحفظ سمعة المسلمين ويصون مقدساتهم عن العبث والعدوان، داعية إلى وضع استراتيجية لمعالجة هذه المشكلة في أطرها القانونية والثقافية والأخلاقية، والتعاون مع المؤسسات الدولية والقوى المنصفة، لتكوين صورة حقيقية عن الإسلام والمسلمين. كما دعت إلى تضافر الجهود لدحض الصور النمطية عن الإسلام في بعض وسائل الإعلام الغربي، والتصدي لها بالوسائل المشروعة، والسعي لإيجاد رأي عالمي صحيح حول الإسلام والمسلمين، تستثمره المؤسسات الإسلامية في التصدي لظاهرة «الإسلامفوبيا». وطالبت بوضع خطة مشتركة لأولويات العمل الإسلامي في الغرب، وتنسيق الجهود بما يؤدي إلى تجسير العلاقات مع الآخرين وتحقيق المصالح العليا للأمة المسلمة، مع ضرورة المحافظة على حقوق المسلمين، وصيانة خصوصيتهم الدينية والثقافية، وتنويع وسائل التعريف بالإسلام بإقامة المعارض والمهرجانات والمسابقات التي تعرِّف بالإسلام، ومنح جوائز للأعمال المتميزة في التعريف بالإسلام والدفاع عنه، وإصدار صحف ومجلات وإنشاء قنوات فضائية باللغات العالمية للتعريف بمبادئ الإسلام، والرد على محاولات التشويه. كما دعا البيان إلى الاهتمام بالخطاب الإعلامي للأمة المسلمة، وتطويره بما يتلاءم مع حقائق الإسلام، وعدم الانجرار إلى الخطاب الانفعالي، ورفض دعوات الاستعلاء العرقي والديني، والتأكيد على تساوي البشر في حقوقهم الإنسانية. وأوصت الندوة بإيجاد قاعدة بيانات، لرصد الحملة على الإسلام، ودراسة دوافعها، ووضع خطط للتصدي لها، وتعزيز الاتصال مع الجهات الموضوعية في الغرب . وطالبت المؤسسات الإسلامية بوضع الأطر الكفيلة بالتصدي للتحديات الإعلامية الراهنة بوسائل وآليات متجددة. كما طالبت منظمة الأممالمتحدة والمنظمات المعنية بالسلام العالمي بإدانة الحملة التي يتعرض لها الإسلام، وسن قوانين تجرم صور الإساءة التي تسهم في تقويض السلم العالمي، وتشيع روح الكراهية. ودعت الندوة إلى العمل مع المؤسسات الدينية والأخلاقية في الغرب على بناء منظومة عالمية للأخلاق، تتصدى لهجمة الانحلال الأخلاقي ودعوات ثقافة الرذيلة التي تستهدف المثل الإنسانية. واختتمت الندوة أمس، ونظمتها رابطة العالم الإسلامي، بمشاركة جمع من الباحثين ورؤساء المراكز والمؤسسات الإسلامية في بريطانيا. ورفع المشاركون في الندوة شكرهم لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني، لجهودهم في خدمة الإسلام والمسلمين، ودعم المراكز الإسلامية، بما يسهم في تثبيت المسلمين والحفاظ على هويتهم الإسلامية.