طالبت السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة سوزان رايس مجلس الأمن الدولي أمس ب»ممر إنساني فوري وتام وغير مشروط» للسكان في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق في جنوب السودان لتفادي خطر مجاعة. وفي ختام محادثات بهذا الشان في مجلس الأمن الدولي، جدد نظيرها السوداني الأسباب الأمنية التي يتذرع بها السودان لتجميد الوصول إلى هاتين الولايتين، حيث تواجه القوات الحكومية المتمردين. واتهم أيضا «بعض» العمال الإنسانيين ب»التعاون مع المتمردين» بما في ذلك عبر استخدام طائرات الأممالمتحدة لتزويدهم بالسلاح. وقالت رايس للصحافيين «نكرر مطلبنا بممر إنساني فوري وتام وغير مشروط للوصول إلى كل السكان في جنوب كردفان والنيل الأزرق لتفادي أزمة إنسانية واسعة النطاق». واتهمت السفيرة الأمريكية الحكومة السودانية ب»منع المنظمات الدولية والأممالمتحدة والعمال الإنسانيين عمدا من الوصول إلى السكان الأكثر تضرراً». وقالت رايس «إذا منعت حكومة السودان وصول المساعدات الإنسانية بشكل فوري وكبير إلى مناطق النزاع في جنوب كردفان والنيل الأزرق لتقديم مساعدة للمدنيين الذين يحتاجون إليها، فإنه من المرجح أن تنتشر المجاعة في بعض أنحاء السودان». وإذا حصلت المجاعة، وهو ما قد يقع برايها اعتباراً من مارس القادم، فإنه سيكون على مجلس الأمن أن يدرس «عدداً من الخيارات» لمساعدة السكان المتضررين. وأعلن السفير السوداني ضاف الله الحق علي عثمان أن «العاملين الإنسانيين لن يكونوا في أمأن» واتهم «بعض الأفراد» العاملين لحساب منظمات غير حكومية ب»التعاون مع المتمردين». وقال: «إنهم ينقلون أسلحة وذخائر في سيارات أو على متن طائرات للأمم المتحدة للمتمردين». وقال مسؤولون أول أمس إن نحو 47 شخصا قتلوا في عنف قبلي في جنوب السودان، في أحدث هجوم ضمن سلسلة هجمات شردت نحو ستين ألف شخص. وقال مسؤولون محليون إن ما يصل إلى ألفي شخص ربما قتلوا رغم أن مسؤولين بالأممالمتحدة يقولون إن من المرجح أن يكون العدد أقل بكثير. وقال فيليب طون ليك دينق وهو زعيم محلي ونائب بالبرلمان إن ميليشيا من قبيلة مورلي هاجمت منطقة دوك باديت في جونقلي فقتلت أشخاصاً أغلبهم أطفال ونساء ومسنون من قبيلة النوير. وقال عضو البرلمان دينق دان دين «لم نخض الحرب من أجل أن يعاني شعبنا في وقت حصلنا فيه على الاستقلال لذلك نطالب بوقف فوري للأعمال القتالية.»