غابت فروع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون عن العروض المسرحية المقدمة في احتفالات مناطق المملكة، باستثناء بعض الفروع التي قدمت عروضاً أو تعاونت مع جهات أخرى في مسرحيات. ورغم تأكيد عدد من المسرحيين غياب فروع الجمعية، البالغ عددها 16 فرعاً، إلا أنهم برَّروا لها هذا الغياب بقلة الميزانيات المرصودة لكل فرع، وطالبوا بأن يكون هناك دور رقابي من جمعية المسرحيين السعوديين على العروض. ميزانية قليلة وشدَّد الممثل والمخرج المسرحي مساعد الزهراني، على أنه ليس هناك مانع من تقديم جمعية الثقافه والفنون عروضاً مسرحية في المناسبات مثل الأعياد، ولكن المشكلة أنه ليست لديها ميزانية تكفي، «فالميزانية المخصصة للنشاط المسرحي قليلة جداً»، ومتى ما توفرت الميزانية توفرت العروض المسرحية. وأضاف: «يكفي أن تعرف أن ميزانية عرض واحد من عروض أمانة مدينة الرياض للعيد أكبر وأكثر من ميزانية لجنة الفنون المسرحية في فرع جمعية الثقافة والفنون في الطائف لمدة عام كامل، تقدم أربعة أنشطة متنوعة من مهرجان مسرحي ودورة إعداد ممثل وملتقى مسرحي وعرض مسرحي و15 نشاطاً مسرحياً»، إلا أن «الحقيقة المؤسفة أنه لا دور لجمعية الثقافة والفنون في مسرح العيد». وعن دور جمعية المسرحيين السعوديين في العروض المقدمة في العيد، أوضح الزهراني أن الجمعية تحتضر منذ زمن، ولا يوجد لها أي دور لا في العيد ولا في باقي أيام السنة، بيد أنه كان من المفترض أن يكون لهم دور رقابي على المسرحيات المعروضة. أدوار مفقودة أما الممثل المسرحي فهد الأسمر، فرأى أنه لا دور يُذكر لجمعية الثقافة والفنون أو جمعية المسرحيين، لا في اختيار العروض، ولا في الرقابة على ما يُعرض من مسرحيات، بحكم أن ما يتم عرضه تابع لأمانات المناطق. تدخُّل الوزارة وطالب مدير مكتب الهيئة الدولية للمسرح – فرع السعودية، إبراهيم عسيري، بأن يكون لجمعية المسرحيين السعوديين دور رقابي على ما يُقدم، وأن يكون لها تواصل جيد مع الأمامات في المناطق لمتابعة ما يقدم من أعمال مسرحية، بيد أنه أكد أنه لا دور للجمعية في العروض نتيجة لعدم وجود الجمعية أصلاً. ووجد عسيري العذر لجمعية الثقافة والفنون، بسبب عدم كفاية ميزانيتها لتقديم عروض مسرحية في الأعياد، توازي ما تدفعه الأمانات في بعض المناطق. ودعا وزارة الثقافة والإعلام للتدخل «في وضع حد لما يقدم في الأعياد من عروض مسرحية هزيلة لا تمثل ما وصل إليه المسرح السعودي على الصعيد المحلي أو الدولي». مشاركة الجمعية من جانبه، ألمح مدير عام الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون عبدالعزيز السماعيل، إلى أن فروع الجمعية قدمت وشاركت في عدد من الأعمال المسرحية، وقال: «أخبار نشاطات فروع الجمعية في العيد كثيرة ومميزة في جميع مجالات الفنون ومن ضمنها المسرح، وبعض الفروع قامت بالإشراف على جميع نشاطات العيد في مناطقها، مثل فرع القصيم، إضافة إلى عروض مسرح الطفل في الأحساءوالطائف وأبها. المؤكد أن جميع الفروع لها مساهمات بارزة ومسؤوليات كبيرة في العيد، ولو تتبعتم هذا من الفروع مباشرة لعرفتم مزيداً منها وبالتفصيل». دور إشرافي بدوره، قال رئيس جمعية المسرحيين السعوديين أحمد الهذيل، إن المسرحيين يخلطون بين جمعية الثقافة وجمعية المسرحيين، ولا توجد علاقة لجمعية المسرحيين في إنتاج الأعمال المسرحية، ودورنا إشرافي فقط. واعتبر أن ما يقدم في العيد من قِبل أمانات المناطق ترفيه وليس مسرحاً، «ولا علاقة لنا بما يُعرض من ترفيه، كما أن الأمانات لم تلجأ إلينا في الرقابة، وكان يمكننا التعاون معها». وشدَّد على أن «المجتمع في حاجة إلى ضخ كبير لثقافة المسرح والتعريف به. قد توجد لدينا نصوص مسرحية، لكن المسرحيين يفشلون في ترجمة النصوص إلى أعمال محترمة».