تم إنشاء جمعية المسرحيين السعوديين لخدمة المسرح وتسهيل وتذليل كل العقبات والمعوقات في سبيل النهوض بالمسرح والمسرحية وبطرق منظمة وتقديم كل العون للمسرحيين، وهذا ما كنا نأمله وننتظره، وبعد أن ظهرت الجمعية إلى حيز الوجود وأصبح لها مجلس إدارة وعُقدت الاجتماعات واستمرت ثلاث سنوات ولم تظهر في الأفق أي بوادر مشجعة ولم تقدم شيئًا للمسرحيين سوى دورات متواضعة وتوقف الحال، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على عدم وجود استراتيجية للاهتمام بالمسرح، بالإضافة إلى عدم الاستعداد المادي لهذا الصرح الفني، بل وُضعت لائحة وتم تعديلها ولم تظهر اللائحة للوجود بعد التعديل. وهناك كثير من العوائق التي كنا ننتظر من الجمعية تذليلها والقضاء عليها، ومن هذه العوائق التي لا تحتاج إلى ميزانية بل قرارات فقط: * عدم تفعيل وتعريف جمعية المسرحيين لدى إمارات المناطق والدوائر الحكومية. * التنسيق مع إدارة التربية والتعليم فيما يخص مشاركة مستوى التعليم للمشاركات الوطنية والخارجية لأن منسوبيها يعانون أشد المعاناة حينما يتم دعوتهم للمشاركة فلا يُسمح لهم وإن سُمح لهم يخصم من رواتبهم بالرغم من وجود خطابات المشاركة. * التنسيق مع إدارات التربية والتعليم في مختلف المحافظات بالسماح بإقامة العروض المسرحية على مسارحهم، فبعض إدارات التربية والتعليم لا تسمح بذلك، وهذا ما يحصل في مكةالمكرمة، فهي لا تسمح بإقامة عرض مسرحي على إدارة التربية والتعليم (للبنات) وأيضًا (للبنين)، بالرغم من وجود مسرح متكامل، فهل هناك تنسيق مستقبلا لحل هذه المعضلة. * يوجد العديد من المسرحيين الذين يشاركون في المهرجانات الوطنية، مثل الجنادرية وأبها وسوق عكاظ، وهم لا يملكون بطاقة العضوية، فكيف يحق لهم المشاركة بدون تصريح؟. وهناك حقيقة محبطة ومرّة بل شديدة المرارة للأدباء والفنانين المسرحيين وهي إذا أردنا تفعيل نشاط فني أو أدبي تصطدم ب “الميزانية لا تسمح”، وهذا ما هو حاصل في معظم الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون. وأيضًا بعض الدوائر الحكومية التي لها نشاط سنوي ثقافي فإن “الميزانية لا تسمح”.. ولماذا تسمح الميزانية في إقامة الحفلات والعشاء والمظاهر بينما لا تسمح للأنشطة الأدبية والمسرحية؟!!. وعلى فكرة.. هناك إحدى الإدارات الحكومية أنشأت لموظفيها إدارة للثقافة والترفيه منذ سنتين وأنشأت لها موظفين ولكن بدون فاعلية وقد قامت هذه الإدارة بإعداد برامج ترفيهية وثقافية وعندما تم عرضها على المدير العام تم تحويل هذه البرامج للمالية قال: (الميزانية لا تسمح)!. مسكينة هذه الثقافة المغلوبة على أمرها التي ليس لها وجود لديها إلا على الورق فقط وليس لها أهمية إلا على الهامش. وأيضًا الروتين يلعب دورًا كبيرًا في إحباط المسرح والمسرحيين، فعندما تقوم بتنفيذ مشروع أو نشاط فني تحتاج إلى مكاتبات طويلة الأجل بين الجهة والأخرى تمتد إلى شهور، وأكبر دليل على ذلك عندما تقدّم أبناء مكةالمكرمة أعضاء جمعية المسرحيين بطلب افتتاح فرع لجمعية المسرحيين السعوديين بمكةالمكرمة منذ عام 1430ه شهر 3 ربيع الأول والطلب هذا وافقت عليه جمعية المسرحيين (بشرط بدون ميزانية) على أن يتحمل أبناء مكة كافة التكاليف وأعباء هذا الفرع ووافق الأعضاء على الشروط والمعاملة لا زالت تسير ببطء شديد وأخيرًا رست في مكتب وكالة الثقافة ولا نعلم ماذا تم في هذا الموضوع!!. * عضو جمعية المسرحيين