أثبت بيان وزارة الداخلية الأخير أن أصحاب الفكر الضال المنحرف ماضون في توزيع (لعنة) الغلو والتشدد التي طردتهم من نعمة الأمن والأمان، النعمة التي لا يريدون لأنفسهم ولا لغيرهم أن يعيشوا تحت ظلها، هكذا هم رضعوا صديد أفكار إجرامية خسيسة نبتت عليها لحومهم دون فطام وتبرمجت عليها عقولهم دون بصيرة لتكوّن قناعاتهم السادية التي لا تستجيب لأوامر المعروف ولا تعترف أيضا بالمنكرات المنهي عنها في كل الأديان السماوية، لم يتركوا في مسيرتهم الملطخة بدماء الأبرياء سبيلا متعرجا إلا سلكوه لزرع سيئات الأعمال في طريق الحياة بغية تعريتها من ثياب الاطمئنان والاستقرار تمهيدا لقتلها، تزعجهم السكينة العامة ويستفزهم استتباب الأمن وانتشاره ويصيبهم نمو الوطن وازدهار حضارته بالدوار وفقدان الوعي. هذه هي الحقيقة التي تدفعهم إلى مواقع التواصل الاجتماعي من وقت إلى آخر، إنهم بفعل ضغط الحقد والحسد وفقدان التوازن النفسي بما فيه من التشتت والضياع يُعبرون عن سوء حظهم و«شين طالعهم» بالتحريض على الإرهاب والكراهية من خلف الأسماء المستعارة وقد أصابهم الذعر والهلع في مقتل، يسحبهم دوما إلى زوايا الانحناء خوفا ومذلة، ولا يلومهم على تخفيهم وانبطاحهم من يعرف حقيقة أمانة وقوة حماة الوطن وحراس سكينته – (البواسل) الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر -، رحم الله الشهداء منهم وغفر لهم، ولا غاب عن أعين الوطن وجود من مازال على ترابه ينذر نفسه على الدوام بشجاعة لمنع شر الجرائم وويلاتها، نسأل الله جلت قدرته أن لا يريهم سوءا ولا مكروها وأن يحفظهم وهو الحافظ العظيم ونتوجه إليه سبحانه أن يمدهم بتوفيقه وعونه في كل حين. كم تجرع الوطن وأهله من المواجع جراء ضلالة فكر أعدائه الخارجين من رَحمه وأنصارهم الضالين، وكم شهد العالم من قبيح أقوالهم وأفعالهم ضد وطنهم وضد الآمنين ؟! كم بذلت الدولة من الجهود لإصحاح عقولهم واستردادهم إلى جادة الصواب التي لا يحسنون السير فيها لكنهم اختاروا تراتيل إبليس وأتباعه، تعودوا على الخسة قوتا والزيف قولا والعنف الشامل عملا لا يستثني الصغير ولا الكبير، لم لا والإنسان في اعتقادهم مجرد كائن لا حرمة له ولا بأس في إرهابه. في هذا السياق المقلق تَظهر الحقائق وتبرهن بالأدلة القاطعة ما يؤكد أنها أعمت أبصار الطغاة وزادوا في تماديهم وأعلنوا العزم على تدمير البلاد وقتل العباد تحت راية الشيطان الملونة بالغلو والتشدد والكراهية. في صفحات الأيام أحداث وقصص تروى ، لعلنا نتفكر ولو قليلا في وثائق تاريخ الإرهاب المخزي، حتما سنقف على كثير من الخطط المترجمة فعليا على أرضية واقعنا بأحداث إرهابية جسيمة وقد فكنا الله من شر جلها بفضله ثم بيقظة رجال الأمن. الأعمال الإرهابية في دقها وجلها من مخرجات فكر الفئة الضالة وهنا يجب أن يكون لكل فرد منا موقف ينعزل فيه عن الموقف العام لحظات للتأمل والتفكر في النتائج المؤلمة وما يساق في غبارها من (الملهيات ) التي تُزرع على مدار الساعة في وسائل التواصل الاجتماعي لصرف نظرنا عن الاحتياطات التي تحول دون طردنا على أيديهم إلى أقصى بقعة في المجهول وفي ذلك ما يفرض ردة فعل مجتمعية تتجاوز حدود مجرد الحرص على السلامة الفردية إلى دوائر (التلاحم الاجتماعي ) والوقفة الواحدة ضد أهداف رعاة الإرهاب وذخيرته وضد ما يحاك لتفرقتنا على أسس في طليعتها المذهبية والجهوية إضافة إلى مواجهة ما يقومون به من أعمال لعزل المجتمع عن الدولة. هذا التلاحم وما يسبقه ويلحق به من إدراك لعواقب إفساح المجال لدعاة الفكر الضال يمثل الخطوة الحاسمة لتفعيل مبدأ التعاون من أجل حماية أنفسنا كمجتمع واحد انطلاقا من مد يد العون للأجهزة الأمنية في كل ما يخدم الوطن ويحقق أمنه وحماية أهله والمقيمين على أرضه الطيبة المباركة وهذا أقل ما تفرضه علينا طهارة الوطنية والتزاماتها. في الختام ، رد وزارة الداخلية على الفئة الضالة كالعادة كان سريعا وبالضربات الاستباقية التي وضعت حدًا للوعيد والتحريض عايدت وزارة الداخلية الوطن بإعلان القبض على اثنين من الأشرار، أحدهما من اليمن والآخر من تشاد يقيمان بيننا ويحرضان على الإرهاب ويتصلان بمنابعه (احذروا) ودمتم.