جدة – رنا حكيم «التجارة»: ضبط المفرقعات مسؤولية الجهات الأمنية والجمركية والبلديات. الجمارك: غالبية «الطراطيع» تدخل بترخيص والأخرى بالتهريب والرشاوى. فروان: الألعاب النارية من أهم مسببات العمى. على الرغم من التحذيرات المستمرة التي أطلقتها إدارات الدفاع المدني في جميع مناطق المملكة حول الأخطار الناتجة عن الإصابة بالألعاب النارية خلال أيام العيد إلا أننا نفجع يومياً بوفاة وإصابة عدد من الأشخاص بسببها، إذ تشهد أيام العيد وجوداً كثيفاً للمفرقعات والألعاب النارية التي انتشرت في كافة أنحاء المملكة، ويطلقها الأطفال والمراهقون والشباب بطرق خطرة في المتنزهات وأماكن التجمعات مما يشكل خطراً على جميع أفراد المجتمع. وقال الناطق الإعلامي في صحة جدة عبدالرحمن الصحفي إن المستشفيات التي تشرف عليها الشؤون الصحية في جدة استقبلت من أول أيام العيد وحتى يوم أمس 24 مصابا غالبيتهم من الأطفال، متوقعاً زيادة هذا الرقم خصوصاً مع استمرار هذه الظاهرة خلال الأيام المقبلة، مشيراً إلى تحذير الشؤون الصحية من تلك الألعاب لخطورتها ولاحتمالية فقدان الأطفال أحد أعضائهم أو حواسهم كالبصر، كما أنها قد تتسبب في إحداث حرائق، مشددا على أولياء الأمور آباء وأمهات ضرورة متابعة أبنائهم كونهم أمانه في أعناقهم. تنصل من المسؤولية تنصلت وزارة التجارة عن مسؤوليتها في انتشار الألعاب النارية والمفرقعات في عموم المملكة، محملة المسؤولية كاملة للجهات المسؤولة في المنافذ الحدودية والجمركية للمملكة وبلديات المناطق والشُرط – على حد قول مصدر في الوزارة تحتفظ «الشرق» باسمه إذن رسمي وأكد مصدر مسؤول في جمارك جدة أن دخول بعض كميات من تلك المفرقعات يأتي بإذن رسمي، ودخول البعض الآخر منها عن طريق التهريب أو تقاضي بعض الموظفين رشاوى نظير السماح بمرورها عبر المنافذ الحدودية المختلفة. إذ إن الجمارك ترخص فقط بدخول الألعاب النارية المخصصة للاحتفالات، التي غالباً ما يأخذ مستوردوها ترخيصاً مسبقاً بدخولها من وزارة الداخلية وإمارات المناطق، وهذه تفسح فوراً بشكل قانوني، إلا أنه غالباً ما يقوم الموردون بتهريب الطراطيع الصغيرة التي يستخدمها عامة الناس خصوصا صغار السن داخل تلك المفرقعات الكبيرة التي تدخل بإذن الداخلية، مشيراً إلى أن بعض التجار يقومون برشوة الموظفين الصغار لتمريرها، وأحياناً تُكتشف وتصادر، مؤكداً استحالة مرور تلك المواد المتفجرة على أجهزة الكشف الإشعاعي دون أن تُكتشف. إحصائيات مخيفة وكشفت الطبيبة في مستشفى جامعة الملك عبدالعزيز في جدة الدكتورة لينا رفة عن إحصائيات مخيفة ذكرتها منظمة الصحة العالمية حول أخطار استخدام الألعاب النارية في الاحتفالات وتركها في متناول أيدي الأطفال خلال الأعياد دون رقابة من الكبار وقالت:»تشير الإحصائيات الرسمية عن وجود 10 إصابات بالألعاب النارية في كل مائة ألف مواطن دنماركي، وتشكل نسبة الأطفال منهم، من تقل أعمارهم عن 15 سنة، ما بين 50-45%، مقارنةً بالولايات المتحدةالأمريكية التي يصاب فيها سنوياً 29 ألف شخص، وخمسة أشخاص من بين 10 آلاف مواطن، وتقدر إصابة الأطفال من تلك الإصابات بنحو 45% منهم، و 80% منهم ذكور». إصابة العيون وتؤكد إحصائيات منظمة الصحة العالمية أن العيون هي أكثر الأعضاء تضرراً من تلك المفرقعات إذ أن 1 من كل ستة من أولئك المصابين يصيبهم العمى بشكل تام، وغالبا ما يكون المصابون بعيدين عن الرقابة ويكونون في مجموعات صغيرة، والدراسات العلمية لم تُشر لأن التعليم والمستوى الثقافي لدى الأسر والأفراد قد يؤثر في زيادة أعداد المصابين إلا أن الدراسات أكدت أن الدول التي تمنع دخول واستيراد تلك المنتجات تقل الإصابة فيها، إذ سجلت بريطانيا انخفاضاً في حالات الإصابة بالمفرقعات في 2005 بنسبة 41% مقارنة ب51% في عام 1997، وزادت «25% من الإصابة تقع في العين و50% لباقي أجزاء الجسم، أما الوجه فنسبة الإصابة به 17%» مشيرةً و45% من مصابي العيون يضطر الطبيب لتنويمهم في المستشفى، ويصل متوسط أيام التنويم بشكل عام لثمانية أيام ونصف، موضحة أن «التنويم بالنسبة لإصابات العين لا يتم إلا مع الحالات الصعبة جداً والخطيرة، إذ عمليات العيون لا يتبعها تنويم أبداً». إشعال الطراطيع وأوضحت رفة أن الدراسات تشير إلى أن غالبا ما يكون المصابون هم نفس الأشخاص الذين يقومون بإشعال الطراطيع، وتكون الإصابة على شكل ضربة، وأكثر أنواع الطراطيع خطورة هي تلك التي تكون على شكل «صواريخ». وعن أعداد الإصابات في السعودية أو الوطن العربي، أوضحت رفة أنه لا توجد إحصائيات رسمية لعدد الحالات في السعودية أو الدول العربية وذلك لعدم اهتمام تلك الدول بالإحصاء، مبينة أن «الطراطيع» قد لا تعد السبب الأول لحالات العمى في العالم، إذ تأتي الحوادث والضرب بالمركز الأول تليها المياه البيضاء التي تصيب كبار السن، ثم مضاعفات إصابات مرضى السكري، إلا أن أضرار «الطراطيع» تعد جسيمة إذ يفقد عدد من الأشخاص أبصارهم في دقيقة واحدة بسببها ويكون ضحاياها من الأطفال، بالإضافة للأضرار الجسيمة التي تصيب العين من الطراطيع مثل إصابة القرنية، أو نزيف العين من صدمة الانفجار ونشوء مياه بيضاء نتيجة الضربة القوية، وانفصال الشبكية الذي يؤدي للعمى، وضعف أو تلف الأعصاب البصرية التي من نتيجتها العمى، بالإضافة للحروق المصاحبة من الدرجة الثالثة نتيجة تعرض الشخص ل1000 درجة مئوية، ونظراً لذلك الخطر الكبير فقد حذر عدد كبير من المنظمات الدولية الصحية من أخطار الطراطيع التي قد تصيب الإنسان كما تسعى تلك المنظمات لإقامة تحالفات واتفاقيات مع عدد من الجهات والحكومية والمناشط. توعية الأطفال ودعت رفه الجهات ذات العلاقة مثل وزارة الصحة ووزارة التجارة استخدام كافة أنواع الإعلام وخصوصاً المرئي للتوعية بأضرار تلك الألعاب على غرار التوعية بأضرار التدخين إذ إن خطورة الطراطيع تساوي خطورة التدخين، -على حد تعبيرها-، وطالبت وزارة التجارة مراقبة بيع تلك المفرقعات بحيث تشترط وضع ملصق مبسط يحوي أشكالا كرتونية لتوعية الأطفال بضرورة ترك مسافة لا تقل عن 500 متر بينه وبين الطراطيع، وتوضح كيفية التخلص منها، وكيفية مسكها وتوجيهها، وضرورة وجود أحد الوالدين، وعدم توجيهها وهي مشتعلة لوجه أحد وهذا أقل تقدير ولعدم منعها نهائياً عن الأطفال الذين يحبون استخدامها أثناء الأعياد والاحتفالات. فقدان البصر و أكد استشاري طب وجراحة العيون الدكتور خضر فروان أن احتمالية فقدان البصر عال في حال الإصابة المباشرة أو من المضاعفات اللاحقة، وقال «أن الألعاب النارية قد تصيب العين بحروق في سطح العين أو الجفون، أو إصابة رضية تؤدي إلى نزيف داخل العين وانفصال شبكي، وهناك إصابات قطعية للجفون وأنسجة العين وكلها قد تؤدي إلى فقد البصر أو العين ذاتها، ولا توجد إحصاءات بعدد هذه الحالات في المملكة ولكن الحالات كثيرة وفي ازدياد، وأن فرض القوانين المشددة حول كيفية استعمالها وتجنب الإصابة بها قد تقلل من أخطارها. قلة الوعي وأضاف فروان: «أعتقد أن الإصابات في المملكة عالية بسبب قلة الوعي وسهولة وصول المفرقعات لأيدي الأطفال، وهناك دراسات عن مخاطر الألعاب، ومنها وضعت قوانين للحد من أضرارها»، ولا تعتبر «الطراطيع» السبب الأول للعمى في العالم ولكن هي من أوائل المسببات للعمى في إصابات العين، مؤكداً مسؤولية الجهات الرسمية وغيرها للحد من سهولة وصولها لأيد لا تعرف مخاطرها، وحول حماية الأطفال من الإصابة بالألعاب النارية، مشدداً على ضرورة مراقبة الأهل لأطفالهم، ومحاولة منع الألعاب شديدة الانشطار، وعدم وضعها في أوانٍ زجاجية عند استخدامها، واستخدامها في أماكن مفتوحة وليس بالقرب من مواد قابلة للاشتعال، ولبس نظارات واقية لحماية العين. الطائف تُسجِّل ثاني حالة وفاة و17 إصابة بسبب المفرقعات الطائف – عبدالعزيز الثبيتي توفي مساء أمس الأول أحد الأطفال في محافظة الطائف أثناء مزاولته اللعب بالمفرقعات في مركز سديرة جنوب المحافظة. ونقلت مصادر ل»الشرق» أن الطفل الذي يبلغ من العمر عشرة أعوام كان يلهو بأحد الأنواع الخطرة من المفرقعات، وأثناء تأخر انفجارها اقترب منها لتنفجر وتصيبه بإصابات أدت إلى وفاته. وتأتي وفاة الطفل كثاني حالات الوفاة بسبب المفرقعات، حيث شهدت المحافظة حالة وفاة مماثلة يوم العيد. من جهته، نفى المتحدث الرسمي لصحة الطائف سراج الحميدان، وفاة طفل مركز سديرة داخل المستشفى، مشيراً إلى أنه ربما نُقل للمستشفى بعد وفاته، مبيناً أن أقسام الطوارئ في مستشفي الملك عبدالعزيز التخصصي والملك فيصل استقبلت خلال يومي العيد الأول والثاني 17 حالة إصابة بحروق خطيرة في الوجه واليدين جراء استخدام الألعاب والمفرقات النارية، بينها حالة وفاة لطفل وصلت مستشفى الملك فيصل. وذكر الأطباء العاملين في قسم الطوارئ أن معظم من استقبلهم القسم كانت أعمارهم تتجاوز ال15، مؤكدين أن رجلاً يبلغ من العمر أربعين عاماً كان من بين المصابين الذين استقبلهم قسم الطوارئ. وفاة شاب في بريدة بانفجار «قنبلة» ألعاب نارية بريدة هادي العنزي توفي شاب قبل وصوله إلى قسم الطوارئ في مستشفى الملك فهد التخصصي في بريدة إثر إصابته بألعاب نارية في ثاني أيام عيد الفطر المبارك. ذكر ذلك مدير مستشفى الملك فهد التخصصي في بريدة بالإنابة، حمود البطي، الذي أشار إلى أن الشاب (17 عاماً) وصل إلى المستشفى متوفى جراء انفجار ألعاب نارية كان يهم بإعادة إشعالها بعد تأخرها بالانفجار، وحسب شهود عيان نقلوه إلى المستشفى، أصيب الشاب إصابة بليغة في صدره أودت بحياته. وأشار البطي إلى أن قسم الطوارئ في المستشفى يستعد موسمياً لمثل هذه الإصابات والحوادث، منبهاً إلى أهمية التوعية بخطورتها في المجتمع عامة، وفي أوساط الشباب والأطفال والأمهات خاصة، وأنها، إضافة إلى المسابح والدراجات النارية، أصبحت مصدر خطورة يجب تجنبها. مخزن للطراطيع في أحد الأحياء الشعبية بجدة
دماء قتلى «الطراطيع».. حق ضائع بين جهات «غير مسؤولة»
طفل يعرض عينيه للخطر بإشعال طرطيعة دون رقابة من أحد الوالدين