قال النائب المنسحب من المجلس التأسيسي محمود البارودي ل»الشرق» أمس، إن الخلافات بين وزير الداخلية لطفي بن جدو ورئيس فرقة مقاومة الإرهاب سمير الطرهوني تسببت في فرار أحد أخطر الإرهابيين وهو متورط في اغتيال الشهيد محمد البراهمي. وأضاف أن الطرهوني لم يكن على علم بالتدخل الأمني في سوسة للقبض على عناصر إرهابية خطيرة، وأن هذه الخلافات سببها التجاذبات السياسية في وزارة الداخلية، مطالباً بتحييدها. فيما أكد وزير الداخلية أمام المجلس التأسيسي أن أجهزة الأمن اعتقلت 46 شخصاً وأنها تلاحق 58 آخرين بينهم 13 أجنبياً ينتمون إلى «كتيبة عقبة بن نافع» المرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، التي يتحصن بعض أفرادها في جبل الشعانبي على الحدود مع الجزائر. وقال الوزير خلال جلسة عامة نظمها المجلس التأسيسي إن مجموع المودعين (بالسجن) من كتيبة عقبة بن نافع 46 بينهم خمسة من الجناح العسكري وهم من أخطر الإرهابيين و14 شخصاً ممن كانوا يمدونهم بالتموين والدعم اللوجستي. وأوضح أن تسعة من بين الموقوفين اعتقلوا في جبل الشعانبي، وأنهم مدوا أجهزة الأمن بهويات كامل عناصر الكتيبة. ولم يكشف وزير الداخلية عن جنسيات «الأجانب» المفتش عنهم. وأضاف الوزير أن الوحدات المختصة قامت بإبطال عمليات في مدينة سوسة كانت تستهدف بعض السياسيين بالإضافة للسطو على بنوك واقتحام المقرات الأمنية للسطو على الأسلحة. ميدانياً أوردت مصادر أمنية جزائرية صباح أمس أن التنسيق بين مصالح الأمن الجزائرية ونظيرتها التونسية أدى إلى اكتشاف مخزن أسلحة بإحدى المقابر اليهودية في جنوب البلاد بالقرب من الحدود الليبية. وأضافت المصادر ل «الشرق» أن التحريات أثبتت إشراف خلية إرهابية نائمة تنشط في المنطقة، على المخزن منذ فترة طويلة، وأبرز أن تبادل المعلومات الأمنية والاستخباراتية بين البلدين كان له دور في إحباط عملية التسلل وحجز الأسلحة، حيث إن التحقيقات الأخيرة التي أجرتها مصالح الأمن الجزائرية مع عدد من الإرهابيين المقبوض عليهم، سمحت بإعلام التونسيين بما تخطط له الجماعات الإرهابية على مستوى الحدود الجنوبية. وقال المصدر إن الجزائر تحصلت خلال الأيام القليلة الماضية، على برقية من المصالح الأمنية التونسية في إطار تبادل المعلومات والتنسيق بين الطرفين، تفيد بإلقاء القبض على 12 عنصراً مسلحاً بالقرب من حدود تونس مع ليبيا، كانوا على متن ثلاث سيارات رباعية الدفع قادمين من الأراضي الليبية باتجاه تونس، وأوضح أنه بعد تفتيش المركبات تمت مصادرة كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة والمواد المتفجرة، وتابع أن المقبوض عليهم من جنسيات تونسية وليبية. كما أكّد مصدر طبّي أنّ جميع الموقوفين في العملية أصيبوا إصابات متفاوتة خلال عملية الاقتحام، وهم عزالدين عبد اللاوي (38 سنة)، وكريم الكيلاني (38 سنة)، وعبدالكريم مارس (29 سنة)، والصادق بن خالد (30 سنة)، وعبدالرؤوف الصالحي (30 سنة).