انزاحت وجبة السحور إلى موقع متأخر في برنامج «السحور الرمضاني الثالث لمثقفي ومبدعي الشرقية»، الذي نظمته لجنة القطيف الثقافية في القطيف، مساء أمس الأول، وصرفت أسئلة الشاعر حسين آل دهيم الحضور عن سحورهم، إذ عمد إلى تجاوز المعتاد في تقديمه وإدارته حفل السحور، مبتعداً عن برنامج يحدد ملامح الأمسية، ومقترباً من الحضور وكراسيهم أكثر، طارحاً أسئلته عليهم. شكل الحضور لوحة فسيفسائية جمعت فيها بين شعراء وأدباء وناشطين اجتماعيين وأصحاب منتديات ثقافية، إضافة إلى مبدعين من مصورين وسينمائيين وفنانين تشكيليين. وقدمت التشكيلية نجاح كاظم، التي توزعت لوحاتها في صالة الأمسية، نبذة عن معرضها «الجدران». وانطلق آل دهيم في نقاش الحضور من فكرة «أن العالم تجاوز النقد الأدبي إلى النقد الثقافي»، موضحاً أن النقد الأدبي يُعنى بتفكيك أدبيات النص والجملة الفنية، فيما النقد الثقافي يتجاوز ذلك إلى كل ما يحيط بالنص من علوم إنسانية واجتماعية وتاريخية وثقافية. وكان أول من وقع اختيار آل دهيم عليهم الشاعر محمد الجلواح، الذي قال: هذا ما طالبنا به منذ 30 عاماً، أن يعيش الأديب والمثقف محيطه الاجتماعي وليس فقط الأدبي. وطالب المهندس جعفر الشايب (راعي منتدى الثلاثاء الثقافي)، أن ينتقل المبدع من المحلية إلى العالمية، وقال: ما نشهده هو نوع من التغول في الشأن المحلي. وتحدث الشاعر علي الدرورة عن تجربته في التأليف، مشيراً إلى إصداره 21 كتاباً تراثياً منذ عام 2003م. واستعرضت المخرجة رضوة عبد رب النبي تجربتها في الإخراج، مشيرة إلى الصعوبة التي واجهتها في عملها، خاصة أنها امرأة، موضحة أنها انضمت إلى فريق عمل، بدأ عمله في مسرح للنساء والأطفال، وإنجاز أوبريت «واحتنا فرحانة». وانتقل آل دهيم من محوره الثقافي إلى آخر، دار حول الصورة، الذي رأى فيها القاص فاضل عمران أن الهدف الرئيسي فيها التوثيق، وأنها أفضل وسيلة للتعبير البشري. وأعلن رئيس المجلس البلدي في القطيف المهندس عباس الشماسي، في رده على سؤال آل دهيم حول دور المجلس في تحسين الصورة في المحافظة، أن المجلس سعى إلى إشراك جهات مجتمعية تُعنى بجمالية المكان ومشاركتها، مبينا أن المجلس يخطط لحملة توعوية بيئية وسعى للحصول إلى ميزانية خاصة بها، متوقعاً أن تكون مع مطلع العام المقبل 2014م، تحت عنوان «موازنة الوعي البيئي». وتداخلت بين طيات الإجابات فنون أخرى، حيث عرضت اللجنة المنظمة ثلاثة أفلام قصيرة، أنتجها مخرجون من القطيف، وهي: «لا مكان للفرح»، «من البلد»، «رفقاً». وكان للشعراء نصيب في المشاركة إذ قدّم عدد من الشعراء (ياسر الغريب، محمد الفوز، محمد الجلواح، عبدالله الشاخوري، حسين الملاك، وقيس المهنا) قصائد من اختيارهم، «قصيدة لكل واحد منهم».