يرى الناقد والفنان عبدالرحمن السليمان أن انتقال الفنانة حميدة السنان من الاكتفاء بتسمية اللوحات في معارضها السابقة، إلى إطلاق اسم معين للتجربة، كمعرضيها الأخيرين «برزخ»، و»أحلام آدم» ساعدها في تعميق فكرتها، ومنحها مزيداً من التجريب الذي يكفل الاكتشاف والتجريب. جاء ذلك في ورقته النقدية التي قدمها في حفل قراءة سيرة وتجارب السنان، التي شارك فيها أيضاً الناقد والفنان عبدالعظيم شلي، وأدارها الشاعر حسين آل دهيم، مساء أمس الأول، على مسرح جمعية الثقافة والفنون، في حضور عدد من المثقفين والمثقفات والمهتمين. ويقول السليمان إن السنان انطلقت في تجربتها الأخيرة «أحلام آدم» من لحظة صفاء رأت فيها الأم ابنها، واستشعرت في غفوته أو نومه حلماً، هو حلمه أو حلمها هي، يسير به إلى المستقبل، أو الغيب، ولا يخلو من التمنيات والانتظار لتحقيقها، حيث تنبعث صور التجربة في عنوانها من جانب عاطفي كان يرصد لحظة الغفوة، أو النوم، التي أثارت السنان. وقارن السليمان بين معرض السنان قبل الأخير «برزخ»، والأخير «أحلام آدم»، حيث انطلق المعرضان من الغيب، مع اختلاف المفردات والصيغة. ويؤكد السليمان على أن «أحلام آدم» كان معبراً لمزيد من الاشتغال والاكتشاف، وأظهر قدرة السنان على التواصل مع منجزها بشكل طبيعي «يمنحها أهميتها ويضعها في سياق يتصل بمنجزها الفني الذي عرفته جاداً وأصيلاً ومتتابعاً لتعميق رؤيتها الفنية، ولتأكيد موهبتها كفنانة حقيقية على مستوى المملكة». وعرض عبد العظيم شلي جزءاً من ورقته «طائر مسافر حول آفاق الفن»، لعدم وجود متسع من الوقت، تخللتها مقاطع على لسان السنان. ويقول عن ورقته: أحببت أن أصل من بداية الطفولة لغاية منتصف مشوار مسيرة الفنانة. وتحدث شلي عن مسيرة السنان الفنية، وبعدها عن اللوحات التقليدية، ما يجعل الأعمال تعلق بذاكرة زوار المعارض، وبالأخص في تجربتها في نهاية حقبة الثمانينيات، وبداية التسعينيات. ويؤكد شلي أن السنان متجاوزة للعادات والتقاليد الفنية المألوفة. وذكر الفنانين الذين تأثرت بهم السنان، وتأثير أسرتها، والجوائز التي حصلت عليها، وقدَّم نقداً لبعض لوحاتها. ويرى شلي أن الموهبة بذرة تخمرت قبل الولادة، مضيفاً «وفنانتنا المولودة عام 1969م أدركت العالم رسماً، وهي لم تزل في حجر أمها، وكانت والدتها قد أرضعتها الفن أيضاً». وذكر شلي أن السنان صاحبة أول معرض فني في محافظة القطيف عام 1413ه. ولأن الحديث يجري عن السنان، افتقدتها الحاضرات، وطالبن بحضورها على خشبة المسرح، وأولى المعارضات كانت الناشطة وجيهة الحويدر، التي أكدت وجود ظلم كبير للفنانة، متسائلة «من هو المنسق لهذه الجلسة!»، ودعت السنان لتحكي عن تجربتها كامرأة تثبت وجودها في عالم ذكوري، لكن عريف الأمسية أجاب الحويدر بأن من نظم الأمسية هو «النسق، وكلنا محكومون به، وهو عدونا اللدود الذي لم نتغلب عليه حتى اليوم». ورضخ منظمو الأمسية لمطالب النواعم، فاعتلت السنان خشبة المسرح متحدثة عن إحباطها من الرجال، وصدمتها من العرف أثناء مسيرتها، وأكدت «وهبت نفسي للمرأة، لا لحميدة ولآدم، وهما والداي اللذان علماني كثيراً». وتناول الحضور إلى جانب سيرة السنان التشكيلية اهتمامها بالشعر، مستعرضين ديوانها الأول «لمسات مؤجلة»، الذي أكد على إثره الشاعر محمد الجلواح، «عرفناها رمزاً من رموزنا الفنية التي تتعامل مع اللون والريشة، لكنها في الأيام السالفة كانت معنا في الأحساء، وأتحفتنا بمجموعتها الشعرية، وهنا يبرز الجانب الشعري إلى الجانب اللوني، وحقيقة فإنني أهمس إليها أن تحيي الجانب الشعري، مثلما أبدعت في الجانب التشكيلي». ويرى المؤرخ علي الدورة أن السنان كانت متوارية خلف قناع أدبي لم يعرفه عنها سوى قلة قليلة، ولم تطرح نفسها كشاعرة إلا في سنة 2007م، عبر أحد معارضها التشكيلية. وتحدث الدورة عن ديوانها الأول، وعن عزمها على إصدار ديوان ثان في النصف الثاني من العام الحالي، مؤكداً على ضرورة اهتمامها بهذا الجانب، لتكرم مستقبلاً على الصعيدين الثقافي والأدبي. ثم كَرّمَ عدد من أصحاب الصالونات الثقافية والمنتديات وناشطين وناشطات في المنطقة الفنانة السنان، بوصفها رائدة للفن التشكيلي في المنطقة. السنان تلقي كلمتها