دعت وزارة الداخلية المصرية مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي للانصراف من مواقع اعتصامهم في القاهرة وذلك بعد يوم من تلقي توجيهات من الحكومة المدعومة من الجيش بفض الاعتصامات. وتعهدت الداخلية، في بيان تُلِيَ على شاشات التليفزيون المصري أمس الخميس، ب «خروج آمن وحماية كاملة لكل من يستجيب إلى هذه الدعوة انحيازا إلى استقرار الوطن وسلامته». وجاء في البيان الذي تلاه المتحدث باسم الوزارة، هاني عبد اللطيف، أن الداخلية «تدعو الموجودين في ميداني رابعة العدوية والنهضة الاحتكام إلى العقل وتغليب مصلحة الوطن والانصياع للصالح العام وسرعة الانصراف منهما وإخلائهما حرصا على سلامة الكافة». ولم يُعرَف بعد متى تتحرك السلطات لفض الاعتصام الذي نظمه الإخوان منذ عزل الجيش مرسي في الثالث من يوليو بعد احتجاجات شعبية حاشدة، لكن البيانات التي تصدرها الحكومة تحمل فيما يبدو إشارة على تدخل وشيك. وبعد شهر من سقوط مرسي تحتجز الشرطة عددا من قادة جماعة الإخوان وجهت النيابة إلى معظمهم تهمة التحريض على العنف. ومرسي متحفظ عليه في مكان غير معلوم منذ عزله وهو يواجه تحقيقا قضائيا بتهم من بينها القتل والتخابر مع حركة حماس، ولم يلتقه منذ عزله إلا وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، كاترين آشتون، ووفد من الاتحاد الإفريقي. وقال محمد صقر، وهو ناشط إخواني يحرس أحد مداخل اعتصام رابعة العدوية شمال شرق القاهرة، «نحن مستعدون، مستعدون للموت من أجل الشرعية، الهجوم قد يحدث في أي لحظة». ويقوض فيما يبدو إعلان الحكومة عن نية فض الاعتصام محاولات الاتحاد الأوروبي للتفاوض من أجل تسوية سلمية. وزار مبعوث للاتحاد الأوروبي في القاهرة موقع الاعتصام الرئيس في رابعة العدوية مساء الأربعاء. ونشر المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين، جهاد الحداد، صورة على «تويتر» للمبعوث برنادينو ليون أثناء زيارته للمركز الإعلامي للاعتصام، وقال «هذا الانقلاب العسكري لا تقبله شريحة كبيرة من المجتمع، أعتقد أن (ليون) أدرك هذه الرسالة». ويقبع آلاف من أنصار الإخوان وراء المتاريس والحواجز التي تحيط باعتصام رابعة العدوية، ويقوم متطوعون بتأمين مداخل الاعتصام حاملين عصيا ودروعا بدائية، وتقول الحكومة المؤقتة إن المحتجين يستخدمون الأسلحة النارية.