أذن ظهور القمر في منزلة التربيع الأخير مساء الإثنين العشرين من رمضان بنهاية الليالي الأولى من الشهر الكريم التي تعرف بعشر الرحمة، وعشر المغفرة، ودخول العشر الأخيرة من رمضان التي تسمى بعشر العتق من النار. حيث يحرص المسلمون خلال هذه الليالي على لزوم المساجد والإكثار من القيام وتلاوة القرآن يرجون العفو والمغفرة من الله -سبحانه- والعتق من النار، وقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يجتهد في العشرة أيام الأخيرة من رمضان أكثر من غيرها، ففي صحيح مسلم عن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها، وفي الصحيحين عنها قالت «كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل العشر الأواخر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله». وفي الأحساء يتفرغ عديد من أبناء المنطقة خلال هذه الليالي للعبادة فبعضهم يحرص على الاعتكاف في أحد المساجد القريبة من منزله للعبادة وتحري ليلة القدر، فيما يفضل آخرون لزوم المساجد لأداء صلاتي التراويح والقيام متنقلين من مسجد إلى آخر لحضور ختم كتاب الله -سبحانه- خصوصا في بعض الأحياء القديمة مثل الكوت والنعاثل والرفعة التي يحرص أئمة المساجد فيها على التنسيق فيما بينهم لختم القرآن، بحيث يتم تحديد ليلة من ليالي العشر الأخيرة لكل مسجد في الحي يختم فيها كتاب الله بدءًا من ليلة 23 حتى ليلة 29 من شهر رمضان حتى يتسنى لأكبر عدد من المصلين الحضور، فيما يقتصر ختم القرآن في عدد من المساجد التي تقع في الأحياء الحديثة في المنطقة على ليلتي 27 أو 29 من رمضان حيث يعتبرونها هي الأرجح لوقوع ليلة القدر. من جهة أخرى يستقطب عدد من المساجد في المنطقة مثل مسجد الجبري، ومسجد الفاتح «الدبس»، ومسجد أبوشبيب، ومسجد الشيخ أحمد بوعلي عددا من سكان مدينة الهفوف خلال الليالي العشر الأخيرة، فعديد من أبناء المدينة يحرصون على حضور ختم القرآن في تلك المساجد التي تذكرهم بالماضي، كما أنها تعد فرصة جيدة تجمعهم بعد أن باعدت مشاغل الحياة بينهم، فيما يرى آخرون أن زيارة بعض الأحياء القديمة في هذه الفترة تعد فرصة مناسبة لتلمس احتياجات بعض الأسر الفقيرة التي لا تزال تقطن عددا من المنازل في تلك الأحياء ومساعدتهم على مواجهة تكاليف الحياة وإيصال الزكاة والصدقات إليهم.