قبل أن أقول لكم السبب الذي دعاني للكتابة عن هذا الموضوع بالذات سأذكر عادات وتقاليد الشعوب سواء العادات الغريبة، أو تلك التي تأخذ منحى الطرافة. في قبيلة (تشامبولي) الغينية (خصوصية) تنتهجها القبيلة منذ زمن (الله لا يبلانا) فالمرأة تخرج الصباح للعمل في الحقول والمزارع وترعى المواشي, فيما (سي السيد) يبقى يرتّب المنزل ويعزف على القيثارة ويزين البيت بالزهور لاستقبال النساء عند عودتهن مساء، وبالطبع النساء في هذه القبيلة يظهرن ازدراءهن للرجل كونه لا يجيد إلا الخصام والثرثرة والانسياق لعواطفه وكأنه كاتب صحفي (الأخيرة هذه أنا أضفتها للأمانة)! على النقيض تماما من قبيلة (تشامبولي) قبيلة (ناجا) في الهند حيث تُجبر كل امرأة على تعليق جرس صغير في أطراف ثيابها بحيث تصدر أصواتاً كلما تحركت، وإذا توقفت عن العمل لا يسمع زوجها الصوت فيعاقبها!, أما قبيلة (جوبيس) فلديها عادة أكثر غرابة، فلكي يتخلص الرجال من ثرثرة المرأة فإنها تُجبر على ثقب لسانها، وتضع فيه حلقة مستديرة (أشبه بخاتم الخطوبة) ويوضع فيه خيط طويل حيث يتمكن الرجل من شد الخيط متى أحس أن المرأة أُصيبت بنوبة ثرثرة! أما ما يتعلق بمقاييس الجمال فعند قبيلة (الهوثنثوت) يعتبر (الحول) هو أساس مقياس جمال المرأة, فيضع النساء نهاية ضفائرهن الرفيعة بين أعينهن حتى يصبن بالحول لجذب انتباه شباب القبيلة والحصول على فرصة أكبر للزواج، وأظن أن أستاذنا الأديب فهد عافت كان ممن تنبهوا إلى أن الحول مقياس للجمال حيث يقول (بعيونها مسحة حول ياحلاها.. حَور وأغايضها وأقول الحول فيك ..والصدق تدري عيونها وش بلاها؟ من زينها هذي تبي مشاهدة ذيك!) في جزيرة (سابو) الهندية يعتبر النساء أغلى الزوجات في العالم كلّه، والسبب لأن الزوج يدفع مهر الزوجة كل أول سنة!، أما في (بوندا يوجاس) جنوب الهند فتقوم المرأة بعمل اختبار صعب وقاس للرجل الذي يتزوجها، وهو أنها تأخذه لإحدى الغابات وتشعل النار وتكوي ظهره العاري، وإذا أصدر صوتاً من الألم ترفضه وتفضحه وتشهر به عند بنات عائلتها، وإذا لم يَصدر صوتٌ منه فهو الرجل المناسب لها. بمعنى عزيزي القارئ لو أنك فكرت في الزواج من (بوندا يوجاس) فعليك أولاً أن تأخذ (كورسا) في (جونتنامو) وهذه نصيحة مُحب بالتأكيد! أما لماذا كتبت في هذا الموضوع فلأنني اكتشفت أن خصوصيتنا منتشرة في جميع الثقافات، والأهم أن الكتابة في هذه المواضيع كتابة (آمنة)!