اتهم رئيس الوزراء التونسي، علي العريض، أطرافاً بمحاولة استغلال اغتيال السياسي المعارض، محمد البراهمي، لأهداف حزبية وشخصية، مشدداً على نية حكومته عدم تقديم استقالتها وعلى إمكانية إجراء الانتخابات قبل نهاية العام الجاري. ووصف العريض، في مؤتمر صحفي أمس الأول، التعاطي مع الإرهاب ب»مسار متكامل ويحتاج إلى وقت طويل»، وأكد أن الوحدات الأمنية سخرت كل إمكانياتها لتفكيك الجماعات الإرهابية والكشف عن هوية قتلة البراهمي، كاشفاً أن «وحدات الأمن والجيش أفشلت محاولات بعضهم السيطرة على أجهزة الدولة». ولم تمض أكثر من دقيقتين على كلمة رئيس الحكومة حتى هز جبل الشعانبي في ولاية القصرين وسط تونس انفجار لغم أودى بحياة 9 جنود و3 جرحى. وأفاد الطبيب في قسم الانعاش بالمستشفى الجهوي في القصرين، الشاذلي المفقودي، بأن جميع الجثث تعرضت لطلق ناري كثيف جداً، وأضاف «الجثث التي تعرضت للذبح بآلات حادة وللتنكيل عددها 5». وأضاف الطبيب، في اتصال هاتفي مع «الشرق»، إن الجنود وصلوا المستشفى منزوعي الثياب، ورجح أن يكون الطلق الناري سبق عملية الذبح. من جانبه، دعا الاتحاد العام التونسي للشغل (أعلى هيئة نقابية في البلاد) إلى حل الحكومة الحالية التي تقودها حركة النهضة الإسلامية بمشاركة حزبين آخرين واستبدالها بحكومة تتكون من كفاءات ويترأسها مستقل. جاء ذلك في تصريحات صحفية أدلى بها الناطق الرسمي باسم الاتحاد، سامي الطاهري، عقب اجتماع مطول للهيئة الإدارية للاتحاد استمر حتى فجر أمس الثلاثاء. وقال الطاهري إنه «تم اقتراح تشكيل لجنة من الخبراء الدستوريين تتولى مراجعة مسودة الدستور وعرضها على المجلس التأسيسي (البرلمان) من أجل المصادقة عليها». كما دعا اتحاد الشغل إلى تكوين هيئة وطنية مستقلة للكشف عن المسؤولين عن عملية اغتيال القياديين المعارضين شكري بلعيد، الذي قُتِلَ في فبراير الماضي، ومحمد البراهمي الذي قُتِلَ الخميس الماضي. الرئيس المنصف المرزوقي يشارك في مراسم الجنازة (الشرق)