الحب شجرة تكبر بالنور والماء والسماد فما هي؟ سئلت امرأة عجوز عن الحب وما هو معناه فأجابت: أول مرة سمعت هذه الكلمة كنت طفلة صغيرة؟ وكانت من والدي الذي قبلني، وقال إني أحبك، فقلت الحب هو: الحنان والأمان والحضن الدافئ. وعندما بلغت سن الرشد وجدت رسالة من شاب فيها كلمة أحبك فعرفت أن هناك من يريد مشاركتي الحياة، فأدركت أن الحب عطاء ومشاركة، والكراهية ارتداد على الذات وتدمير الذات قبل الآخر. وعندما تزوجت كانت أول كلمة قالها لي زوجي أحبك؛ فعرفت أنها المودة الخالصة من قلب شارك الآخر حياته. وحين غبت عنه قليلا أرسل لي يخاطبني بكلمة أحبك؛ فعرفت أن الحب شوق وافتقاد. وحين ولدت أول طفل لي جاء زوجي وكنت متعبة على السرير فأمسك برأسي وقبلني وقال أحبك؟ فعرفت أن الحب حنان وعطف. وحين تقدمت بنا السنون وتقوس الظهر وشاب الشعر التفت إلي زوجي عصر يوم وقال كم أحبك؟ فعرفت أنّ وصف الله تعالى للزواج بأنه رحمة ومودة هو مزيج ليس كمثله شيء. وحين بدأنا نمشي مستندين على العكاكيز وكل منا يسند الآخر قال لي والدمعة في عينه هل تعلمين كم أحبك؟ فعرفت أن الحب وفاء وصدق. وهكذا فالحب شجرة تكبر دون توقف وتعطي ثمراتها كل مرة، فهذا هو الحب يبدأ بذرة صغيرة ثم يصبح شجرة عظيمة تأوي إليها الطيور. ويبلغ الحب مكانا في القلب أن كل واحد لا يترك الآخر؛ فهناك شيخ في الثمانين حين سمع بخبر موت زوجته أمسك بالبندقية فأطلق على نفسه النار دون تردد، فلم تعد الحياة تساوي شيئا بعد ذهاب شريكة حياته. إنها هاوية الحزن بعد شاهقة الحب. هل الحب جنس؟ والجواب إنه نصف الحقيقة. فمن دونه ليس من زواج، ومعه لا يضمن الزواج. ولو كان الجنس هو مربط الزواج؛ لما رأينا قط زوجين مطلقين وخلفهم سبعة أولاد؟!هل الحب كيمياء؟ والجواب أيضا إنها نصف الحقيقة، فكثير من الزيجات تبدأ جفافا وتنتهي ولعا وجنونا أو بالعكس. وهناك من أحب فتزوج ثم وقع الطلاق، وهناك من تزوج فأحب فالتهبا بعاصفة عشق ليس لها قرار.. هل الزواج هو إنجاب الأطفال وبناء عائلة؟ والجواب أيضا إنها نصف الحقيقة، فهناك عديد من الزوجين دون أطفال سواء بانعدام القدرة أو الرغبة في عدم الإنجاب، وهناك المطلقات مع كومة أطفال. فما هو الحب يا ترى؟ إنه جميع ما مر ويزيد فهو شجرة يانعة تعطي ثمراتها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون.