قال منسق البرامج في إدارة التربية في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو» الدكتور يحيى الصايدي: إن البرامج التي تخصصها المملكة، ودول مجلس التعاون الخليجي لمحو الأمية من شأنها أن تجعل هذه الدول بمنأى عن الأمية. وما زالت الأمية تشكل عبئا داخل الوطن العربي، ومازالت مكافحتها عنوانا رئيسا ضمن اهتمامات المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم. ويبلغ عدد الأميين في الوطن العربي 66 مليون أمي، يمثلون 27.1% من السكان البالغ عددهم 335 مليونا، وهو رقم ليس بالهين. وتشكل النساء العدد الأكبر بين الأميين بنسبة 69%. وأوضح الصايدي، أن الأمية تزيد، خاصة في المناطق الشعبية والفقيرة، وفي الريف، وهي تأتي من مصدرين أساسيين: الأول عدم دخول عديد من الأطفال ممّن هم في سن الدراسة إلى المدارس لأسباب أغلبها اجتماعية بحتة، مثل الفقر والحاجة وغيرها، والثاني انقطاع عدد كبير من الطلبة عن إكمال مرحلة التعليم الأساسي. وشدد على ضرورة تعميم التعليم الأساسي، وتحقيق قانون الإلزام ومجانية التعليم، ومنع الانقطاع دون إتمام مرحلة التعليم الأساسي، وتطوير هياكل مؤسسات تعليم الكبار، وإيجاد إطار تعليمي وفني متخصص. وبيّن أن البطالة المتفشية في أوساط المتعلمين ولّدت الإحساس بعدم أهمية التعليم، حيث إن بطالة خريجي الجامعات بلغت 28%، بينما يعاني منها 3% فقط من الأميين، وهي معضلة حقيقة أضافتها الظروف الحياتية على قائمة المشكلات التي تواجهها مراكز محو الأمية، منبها إلى أن عدد مَنْ يعانون من الأمية في ازدياد في الوطن العربي. وحمّل الصايدي، الإرادة السياسية مسؤولية إيجاد الحلول لذلك، وإشراك جميع مؤسسات المجتمع المدني والأحزاب والمعارضة وغيرها في برامج واضحة، تخط سطورها الحكومات، وتسير عليه جميع شرائح المجتمع، من أجل القضاء ولو جزئيا على الأمية، التي تنهش جسد المجتمع، وتلقي به بعيدا عن التطور والرقي. وقال إن «الألكسو»، التي تتخذ من تونس مقرا لها، تضع الاستراتيجيات، والخطط، والمراجع، وتقدمها إلى الحكومات التي تحرص على تطوير ذاتها، ومجتمعها، وتساعدها على تكوين الكوادر التي تقدم المادة التعليمية من أجل محو الأمية وغيرها، «إلا أن مسألة محو الأمية تستوجب برنامجا حكوميا، وعملا يرتبط بالتنمية»، مؤكدا أن المنظمة لا تستطيع وحدها القضاء على الأمية.