الدمام – سعيد عيسى لم أوصِ بضمِّ أي أجنبي.. وتمنَّيتُ عدم التفريط في هذا اللاعب عشق الدوسري للأهلي وراء انتقال الزبيدي وضع الاتفاق صعب .. ولن أخذل جماهيره الكرة السعودية تتميز بمواهبها وتراجعها لن يستمر طويلا تحديت الظروف وحققت المطلوب في لبنان اعترف مدرب الفريق الأول لكرة القدم في نادي الاتفاق، الألماني ثيو بوكير، بأنه لم يتدخل في اختيار لاعبي فريقه سواء المحليين أو الأجانب في فترة الانتقالات الحالية، مؤكداً أن رئيس النادي عبدالعزيز الدوسري، هو من تعاقد مع اللاعبين قبل وصوله إلى الدمام للإشراف على الفريق بعد التوقيع معه رسمياً، وقال بوكير في حواره مع «الشرق»: «لم أوصِ إدارة الاتفاق بالتعاقد مع أي لاعب، وعندما حضرت كان كل شيء جاهزاً». وقلل بوكير من تأثير تفريط الإدارة في عدد من النجوم البارزين على مسيرة الاتفاق في الموسم الجديد، موضحاً أن إدارة النادي تعرف جيداً ما تفعله، ولن تقدم على أي خطوة تضر الفريق مستقبلاً، واصفاً مشواره مع الاتفاق بالصعب نظراً للظروف التي يمر بها الفريق الغائب عن منصات التتويج لفترة طويلة. وتحدث بوكير عن تجربته مع المنتخب اللبناني، وسبب رحيله رغم النجاحات الكبيرة التي حققها في العامين الماضيين، كما كشف أسرار قبوله مهمة تدريب فريق الاتفاق، ورؤيته المستقبلية لهذا الفريق الذي تنتظر جماهيره أن يعود إلى ساحة المنافسة المحلية والقارية. مشيراً خلال حديثه إلى أنه يستغرب تفاجؤ الشارع والغالبية من قبوله تدريب الاتفاق على الرغم من النجاحات التي قدمها مع المنتخب اللبناني قبل توقيعه للاتفاق، معتبراً أن توقيعه للاتفاق كان هو الخيار المناسب. * كيف ترى مستقبلك مع فريق الاتفاق؟ - لدي فكرة جيدة عن فريق الاتفاق حصلت عليها خلال الأيام العشرة التي قضيتها في النادي، وفي السابق كنت أعرف كثيراً عن هذا النادي، ولا أذيع سراً إذا قلت إنني من أشد المعجبين بالفريق الاتفاقي لما عُرف عن لاعبيه من حماس كبير، حيث كان يسمونه فريق «الروح القتالية»، وكان فريقاً مخيفاً يضم مجموعة من اللاعبين الذين يقدمون الغالي والنفيس من أجل الفوز ولا يتقبلون الخسارة أبداً، وأتذكر في تلك الفترة أنني كنت على أتم الاستعداد لمواجهة أي فريق مهما كان ما عدا الفريق الاتفاقي الذي كنت أخشاه لأنني أعرف جيداً أن لديهم روحاً قتالية عالية ولا يستسلمون بسهولة، والدليل على إعجابي بهذا الفريق أنني لم أتردد لحظة في قبول مهمة تدريبه. * ألا توافقني أن خطوة توقيعك للاتفاق كانت مفاجئة للجميع؟ - نعم هذا صحيح، وهناك كثيرون تفاجأوا بقبولي مهمة تدريب فريق الاتفاق، وهذا الأمر لاحظته خلال وجودي في المواقع العامة، حيث دائماً ما يسألني عدد كبير من السعوديين واللبنانيين باستمرار عن سر تركي منتخب لبنان وموافقتي على تدريب فريق الاتفاق، وهذه الاستفسارات والتساؤلات ليست تقليلاً من شأن الاتفاق، ولكنهم وحسب ما فهمت منهم أنهم لم يتوقعوا رحيلي عن المنتخب اللبناني بحكم الاستقرار الذي كنت أعيشه في تلك الفترة، وفي النهاية أعتقد أنني اخترت القرار الجيد بتدريب فريق كبير مثل الاتفاق. * ولماذا رحلت عن المنتخب اللبناني رغم نتائجك الجيدة؟ - قدمت مستويات كبيرة مع المنتخب اللبناني لم يتوقعها حتى اللبنانيون أنفسهم، وحين أشرفت على تدريب المنتخب اللبناني كان منهاراً ولم يحقق نتائج تُذكر منذ أكثر من عشرات سنوات، وأتذكر وقتها أن سكرتير الاتحاد اللبناني قال لي: «أنت معنا ونعتبرك مثل شقيقنا، وينبغي أن تعرف أن الاتحاد اللبناني لا يملك المادة الكافية التي من الممكن أن نقدمها لك»، وكان هذا الحديث قبل عامين تقريباً، وقلت له دعني أعمل الآن وبعد أن أقدم العمل الذي يرضيني سنتحدث عن هذا الموضوع، وتمكنا بعد ذلك في تحقيق نتائج جيدة، وعموماً أعتبر أن ما حصل في الكرة اللبنانية في آخر عامين كان معجزة تحققت بتكاتف الجهود، ونجحنا في الوصول إلى النتائج المأمولة رغم أن الاتحاد اللبناني لا يملك عديداً من المقومات مثل الملاعب الخاصة بالتدريب وملابس لاعبي المنتخب، وأتذكر خلال مباراة للمنتخب أمام نظيره العماني أنه قام أحد اللاعبين بتبادل فانيلته مع لاعب من المنتخب العماني بعد نهاية اللقاء، فغضب أحد الإداريين لأنه يعرف أنه لا يوجد لديهم سواها، وخلال تلك الفترة لم يكن يهمهم اللاعب، وكان كل تركيزهم على الجهاز الفني فقط. * ما الفرق بين الكرة السعودية واللبنانية بحكم تجربتك الطويلة في الدولتين؟ - بصراحة لا توجد مقارنة بين الكرة السعودية واللبنانية، وفي لبنان الوضع سياسي أكثر مما هو رياضي، عكس السعودية التي لا ينكر أحد إنجازاتها ومدى ما وصلت إليه من تطور رغم أن مستواها تراجع في الفترة الأخيرة، وهذا لن يستمر طويلاً لأن الكرة السعودية تملك الإمكانات من مواهب وملاعب في جميع المناطق. * وهل أنت قادر على صناعة فريق قوي ينافس على البطولات؟ - الحديث عن مثل هذه الأمور صعب جداً على الأقل في الوقت الحالي، فالفريق الاتفاقي لم يقدم مستواه المعروف في آخر موسم له في دوري المحترفين السعودي، كما أن إدارة النادي قامت بتغييرات واسعة في الفريق بعد أن أبعدت عدداً كبيراً من اللاعبين، وأعتقد أن الاتفاق يملك حالياً فريقاً جديداً ومغايراً عن الموسم الماضي، وكنت أتمنى استمرار اللاعب علي الزبيدي لأنه لاعب ممتاز، وأتمنى له التوفيق مع الأهلي، والحقيقة أن رئيس النادي عبدالعزيز الدوسري يحب الأهلي لذلك جعل اللاعب يرحل إليه، وهو أمر جيد طالما أن هذا الأمر في مصلحة النادي، وعلى العموم الوضع الاتفاقي الحالي صعب، وسنبذل كل ما في وسعنا من أجل تقديم مستويات تُرضي تطلعات الاتفاقيين. * وما رأيك في تفريط الإدارة في عدد من اللاعبين الذين كان يمكن أن يخدموا الفريق في الموسم المقبل؟ - لا أعتقد أن ذلك سيضر الفريق الاتفاقي، خاصة أن رئيس النادي عبدالعزيز الدوسري يعرف اللاعبين أكثر مني، وهو قضى معهم أعواماً عديدة واستطاع من خلال ذلك أن يقدم نجاحات كبيرة، وأدرك جيداً أنه لن يعمل شيئاً خاطئاً لكي يضر بالفريق، وما يقدمه بكل تأكيد في مصلحة الاتفاق، وفي النهاية أؤكد لكم أننا سنعمل بكل جد واجتهاد من أجل تحقيق النتائج التي تتطلع إليها جماهير الاتفاق. * هل أوصيت إدارة الاتفاق بالتعاقد مع لاعبين كبار؟ - لا، لم أوصِ الإدارة الاتفاقية بالتعاقد مع أي لاعب سواء كان كبيراً أو صغيراً في السن، وعندما حضرت لتدريب الاتفاق كان كل شيء جاهزاً، ورئيس النادي كان يعرف نواقص الفريق بشكل واضح، وهم أبعدوا ثلاثة لاعبين وأتوا ببدلاء عنهم. * وهل تَعِد جماهير الاتفاق ببطولة هذا الموسم؟ - لا مستحيل في كرة القدم، وفي نفس الوقت ليس هناك شيء سهل، فالكرة تحتاج إلى عمل كبير وجهد مضاعف وتكاتف للوصول في النهاية إلى الهدف المطلوب وهو النجاح وتحقيق البطولات، وعلى سبيل المثال فريق الأهلي دفع مبالغ كبيرة وتعاقد مع لاعبين كبار من أجل أن يصنع فريقاً قوياً يحقق البطولات والإنجازات، وفي الاتفاق أكثر اللاعبين شباب ويجب علينا أن نبني هذا الفريق ونصبر عليهم حتى يقدموا كل ما لديهم ويكتسبوا الثقة والخبرة التي ستعود إيجاباً على مسيرة الفريق في مشواره المقبل. * وأخيراً.. ما هي نقاط ضعف الاتفاق التي لفتت نظرك منذ الوهلة الأولى؟ ليست هناك نقاط ضعف بشكل واضح وصريح، وكل ما شاهدته كانت أموراً بسيطة وأخطاء تكتيكية يقع فيها اللاعبون من الممكن أن نتجاوزها خلال الفترة المقبلة بالتدريبات المكثفة والعمل المتواصل. بوكير متحدثاً للزميل سعيد عيسى (تصوير: علي العبندي)