قال رسول الله «القرآن والصيام يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام يا رب حرمته الطعام والشراب بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن حرمته النوم بالليل فشفعني فيه، قال فيشفعان». والقرآن أنزل في ليلة القدر من رمضان في ليلة مباركة.. فلنكثرْ من قراءة القرآن في رمضان، فقد كان السلف يتركون كتب العلم ويقرأون القرآن، حتى كان بعضهم يختم القرآن في كل يوم مرة، وكان بعضهم يختمه كل يومين، والإمام الشافعي كان يختمه في رمضان ستين مرة ختمة في الليل وختمة في النهار، لأنهم عرفوا قدر القرآن فحفظوه وعلّموه وتعلموه، ولأن همتهم عالية وطموحهم كبير فقد كان القرآن في شهر رمضان شغلهم الشاغل وعملهم الذي لا ينتهي. القرآن سبب الهداية والتوفيق «ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى»، قال ابن عباس «تكفّل الله لقارئ القرآن أن لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة»، القرآن ذكرى وعظة «إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد»، القرآن شفاء ورحمة «وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين»، والقرآن هدى وشفاء «قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء»، من أراد السعادة والحياة الكريمة فعليه بكتاب الله، ومن أراد الحياة الطيبة فعليه بكتاب الله «والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم»، ما أجمل أن يُقال لك يوم القيامة «اقرأ وارتقِ ورتل فإن منزلتك عند آخر آية تقرأوها»، واستمتع بهذا الحديث «يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين يعملون به تقدمهم سورة البقرة وآل عمران»، والبقرة وآل عمران تشفعان لصاحبهما يوم القيامة، فبادر أخي بالاهتمام بالقرآن في شهر رمضان، وحاول أن تعلِّم من كبر سنه ورق عظمه آيات القرآن، ليكون لك أجر التعليم عند خالقك ورازقك.. وفّق الله الجميع وصلى اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.