بعد مرور أسبوع على تدشين الجدارية الأولى من مشروع «جداريات» في منطقة الشياح بعين الرمانة، أزيح الستار مساء أمس الأول في منطقة كفرشيما بجبل لبنان، عن الجدارية الفنية الثانية من المشروع الذي ينفذ في لبنان تحت شعار «نتعرّف، نتحاور، نتماسك». ونفّذ الجدارية الثانية (ليش ضدّ بعض)، طلاب ثانوية كفرشيما الرسمية المختلطة، في إطار مشروع «تعزيز الحوار والتماسك الاجتماعي من خلال دعم القيم الإنسانية المشتركة» الذي أطلقته مؤسّسة الفكر العربي ومكتب منظمة اليونيسكو الإقليمي للتربية في الدول العربية – بيروت، بالتعاون مع بلديات مناطق الشياح وكفرشيما والشويفات واللجنة الوطنية اللبنانية لليونسكو، والثانويات الرسمية، ومنظمات أهلية ناشطة. وأقيم حفل إزاحة الستار بحضور الأمين العام المساعد في مؤسّسة الفكر العربي الدكتورة منيرة الناهض، وممثّلة منظمة اليونسكو للتربية والعلوم والثقافة مي أبو عجرم، ورئيس بلدية كفرشيما طوني وديع راضي، ومديرة ثانوية كفرشيما رامونا عبود حداد، وممثّلون عن هيئات رسمية وأهلية، ومديري مدارس المنطقة، وحشد من الطلاب والأهالي. وقدم التلاميذ عروضاً فنية متنوّعة في إطار مسرح الشارع، بإشراف الفنانة جنى أبي مرشد، بعد تدشين الجدارية التي أشرف على تنفيذها الفنان رامي المعلم وألفريد بدر، وعكست بعضاً من صور النزاع الأهلي غير المبرر بين أبناء الوطن الواحد. وخلال الحفل، أكدت أبو عجرم أن الهدف من المشروع، إعداد جيل جدير بمواطنته وانتمائه، وجدير بغد أفضل وأكثر انفتاحاً وتسامحاً. وقالت إن هذا المشروع مهم للشباب الذين سيُطلقون رسائل حضارية إلى المجتمع المدني. وألقت الدكتورة منيرة الناهض كلمة أوضحت فيها أن هذا المشروع يأتي في إطار دعم القيم الإنسانية المشتركة، وتعزيز الحوار والتواصل بين أفراد المجتمع الواحد، وهو مشروع يعكسُ أهداف مؤسّسة الفكر العربي، في تحقيق ثوابت الأمّة المرتبطة بقيم الحوار وقبول الآخر واحترام كرامة الإنسان أينما كان. وقالت إن جدارية «ليش ضدّ بعض»، تُجسّد القيم المشتركة، وكلّ ما يتعلّق بها من رفض للتمييز، والتحيّز، والكراهية، والتعصّب، والخوف من الآخر، والعنف، والإقصاء. وأشارت الناهض إلى أنه سبق وأن دُشِّنت في الأسبوع الماضي الجدارية الأولى التي حملت عنوان «سوا نفضّي المتاريس» التي دعت إلى إزالة الحواجز بين قلوب وعقول أبناء الوطن الواحد. ورأى عضو المجلس البلدي في كفرشيما إميل الفتى، أن «جداريات» يهدف إلى تغليب روح التلاقي والحوار ونبذ الفتن، وأن مؤسّسة الفكر العربي أرادت أن تتعاطى مع الأجيال الصاعدة التي لم تُدركها الخصومات بعد، لتصهر فيها روح الوطنية، وتزرع في نفوس الشباب بذور التلاقي والنهوض بالأوطان، داعياً إلى توسيع هذه التجربة لتضمّ غالبية المناطق اللبنانية، وأوضح أن موضوع الجدارية الثانية يطرح سؤالاً رئيساً، هو: لماذا نحن ضدّ بعضنا بعضاً؟، ولأي سبب نقف في مواجهة بعضنا؟، مشيداً بدور مؤسّسة الفكر العربي، ومبادراتها، واهتمامها بقضايا التنمية ونشر الثقافة ورسم خريطة لمستقبل أفضل. وبينت مديرة ثانوية كفرشيما رامونا عبود حداد، أن الشباب في المدرسة عبروا عن بديهية العيش المشترك مهما اختلفت الانتماءات والأفكار، وأكّدوا من جديد، أنه مهما زاد التقاتل، فإن اللبنانيين محكومون بالعيش المشترك. ورأت أن هذه الجدارية جاءت لتذكر الجميع أن الحياة سوف تستمر مهما كانت الخيارات.