حمل عميد كلية الآداب في جامعة الملك سعود الدكتور صالح معيض سابي، في ورقته عدداً من المقالات للاستشهاد بها فيما يذهب إليه بخصوص «عينية» ابن زريق، التي اعتبراها نصاً عادياً لا ترقى إلى ما تحظى به من شهرة. واستشهد بعدد من المقولات منها مقال للشاعر عبدالله الزيد، مع تحفظه على بعض ما ورد فيه من سخريات متخمة حول النص، قائلاً: كان بإمكانه التنحي عنها بأسلوب يعطي النقد للنص حيوية أكثر. وقدم سابي أمسية نقدية بعنوان «تلقي الألفة في عينية ابن زريق»، مساء أمس الأول، في نادي الباحة الأدبي، جاءت قراءته فيها محاولة لكسر هذه الألفة في «العينية» من خلال شيء من التغريب أو الوحشة، حيث أشار إلى أن الألفة عادة لا تجعلنا نرى بعض الجوانب التي تخالف العاطفة عند المتلقي لقراءة أي نص، ومنها هذا النص الذي حفل بأربعين بيتاً لم تكن كلها لابن زريق، وإنما لعدد من العشاق الذين أسقطوا أبياتاً من شعرهم على ثلاثة أبيات جعلت من هذه القصيدة ما يشهرها بين القصائد. واعتبر سابي أن قراءته تعبر عن رأي إشكالي يتعلق بهذه العينية وشهرتها، وقال: قصتي مع هذا النص قديمة مذ قابلته في كثير من كتب المختارات الشعرية وكثرة إشارة المحدثين إليه بصفته أحد النصوص الشعرية السائرة والذائعة، مشيراً إلى أنه قرره على طلابه في الجامعة عدة سنوات، وأن طلابه أبدعوا في قراءة هذه القصيدة، وأنه لم يحالفه الحظ في الوقوف على القيم الفنية الرفيعة للنص التي تبرر شهرته التي نالها من بين نصوص أخرى مشابهة له في الأدب. وأوضح أن هذا النص بدا له كنص شعري عادي لا يختلف عن كثير من النصوص الشعرية، التي يقابلها المرء في كتب الأدب العربي ومختاراته، والتي لم تحظ بما حظي به هذا النص من الشهرة والذيوع، معتبراً النص يحتوي على صور سهلة مألوفة واضحة وتقريرية وحكم شائعة عدا الثلاثة أبيات الأولى ذات الطابع الغنائي، وأن النص مثقل بالمحسنات البلاغية التي رآها الناقد متكلفة مثل الجناس والطباق ورد العجز على الصدر. وأكد أنه في وقت من الأوقات اتهم ذوقه الأدبي وتأهيله الأكاديمي في مجال الأدب العربي كونه في وقت من الأوقات كان غير قادر على رؤية الأبعاد الفنية لقصيدة «ابن زريق»، وأنها من وجهة نظر الآخرين من عيون الشعر العربي، وأنها حازت على عدة ألقاب، منها «اليتيمة» و«الغراء» و«البديعة» و«الذائعة»، وأنها من نفيس القول وفاخره، ويتهم هؤلاء الذين أطلقوا على هذا النص هذه الألقاب أنهم لم يوردوا ما يبرر إعجابهم به، معتبراً ذلك من باب الأحكام القيمية الانطباعية.