نصوص تُنشر أسبوعياً، من «يوميات بيت هاينريش بول» التي كتبها الشاعر أثناء إقامته الأدبية، بمنحة من مؤسسة «هاينريش بول» في ألمانيا هل مات «هاينريش» حقاً كن هناك هذه الأرضُ بيتكَ ليستْ مكاناً ليبرأ منكَ وليستْ تجاعيدُها غفلةً عن غيابكْ فكنْ عند بابِكْ حين يأتي المعزونَ تستقبلُ العاملاتِ الجسورات بالورد يذكرنَ جولاتك بعد المساء وأنتَ تدرّبُ أقدامَكَ المتعباتِ على حجرٍ ناشز ٍ في الممر الذي يحزمُ الحقلَ بالقصب الفَجِّ كنْ في الرُعاةِ ولا تفاجئْهم بالغياب فقد صُدِمُوا، لم يكنْ بينهم من يصدّقُ فَقدكْ وأنكَ سوف تكفُّ عن الأغنيات التي تُرتّلها في الكنيسة كي تَنقُضَ موعظة القسّ كنْ عندهم كنْ لهم، كنْ هناك، ففي القرية الآنَ رَفضٌ لموتِكَ فمَنْ سوفَ يبقى على الأرض ضيفاً ليشغلَ بيتكَ مَنْ سوف يُقنعُ حوذيَّنا وهو يُرخي الحصانَ ويُقسِمُ … …. أنْ يمنعَ العربات عن الخيل ولتبحثِ القريةُ عن غيرِه ينقلُ الذاهبين وليس على القادمينَ سوى المشيَ قُلْ لهمْ إنكَ في رحلةٍ للكتابة عن حُلمِهم علَّهمْ يذهبونَ إلى النوم كي يحلُموا ثم هيئْ جوابَكْ فثمة امرأةٌ قَطَعَتْ زوجَها كي تُلقِّنه ما الفراق وثمة الفتيةُ الغامضونَ يُريدونَ توضيحَ معنى غيابِكْ فكنْ عند بابِكْ لكي لا يُؤلفَّ نصَّ الروايةِ غيركْ فيلتبسُ الأمرُ: هل ماتَ «هاينريش» حقاً أم أنَّ في الأرضِ ما يمنعَ الأرضَ عن وقتِها؟ هذه الأرضُ بيتُكَ فارأفْ بها ودَعْ للمعزينَ ما يُقنعُ أحزانَهم أنهمْ لنْ يفقدوا رِيفَهم في غيابك فنحن هنا وحدنا نتلقى من القرية الأسئلة: هل عادَ «هاينريش» من السُّوق هل نُعِدُّ له قهوةً وهل ينتهي من نصوص الأغاني قُبيلَ الأحدْ؟ فليس هنا مِنْ أحدْ يملك ما يشغلُ القلبَ عن حبه، فَخُذْ مزحةَ السائلين على مأخذِ الجَدّ نحن هنا وحدنا بعد صوتك. عزلة أنا الذي اخترتُها رسمتُها لخطواتي خريطةً ثانية انتهبتُ السماءَ والأرض كي أنالَ العزلة الموغلة لم يُحدّثني أحدٌ لم يقُدْني أحدٌ لم أسألْ أحداً غير ضياعي شارداً من حظيرة الضباع نحو الفجوةَ المنسية من الأرض فحين تقفُ طويلاً خارج البيت ولا أحدٌ يفتح لك الباب سوف تذهبُ باحثاً في الأقاصي لتحظى بعزلةٍ في درسك الأخير.