السدلان: طالبنا بسرعة التنفيذ لأننا تحت الشمس يعتبر سوق «قبة رشيد» في وسط مدينة بريدة القلب التجاري النابض للمدينة، الذي يعود تاريخ إنشائه لما يزيد عن 230 عاماً، حيث اشتهرت هذه القيصرية بتوافد التجار عليها منذ قديم الزمان، وتعد أحد الأسواق ذات النكهة التقليدية في بريدة، التي لا تزال لها زبائنها الخاصُّون رغم وجود المولات التجارية الحديثة ذات الماركات العالمية. وقبل شهر قامت أمانة منطقة القصيم بالبدأ في عمل تحسينات كاملة على هذا السوق التاريخي، حيث قامت بإزالة السقف كاملاً عن السوق والمحلات بغرض تحسين وضع الأسقف التي حذرت منها إدارة الدفاع المدني بالمنطقة، نظراً لخطورتها وأنها آيلة للسقوط على المتسوقين، حيث علمت «الشرق» أن منسوبي الدفاع المدني رفعوا توصيات عاجلة لإمارة المنطقة والأمانة بضرورة إزالة هذا السوق بالكامل نظراً لخطورته على الناس، لكن الأمانة قامت عبر عدة اجتماعات بين الطرفين بإقناع الدفاع المدني لعمل تحسينات وتطوير لهذا السوق بالكامل؛ كونه يعد إرثاً تاريخياً وتجارياً لمدينة بريدة، ومن الصعوبة إزالته بسهولة وهو ما حصل من خلال بداية العمل على تغيير الأسقف بالكامل، وكذلك سيكون هناك تغيير لواجهات المحلات التجارية والأرضيات ووضع ممرات آمنة بين المحلات. كما سيكون هناك توقيع عدد من الاتفاقيات الخاصة بتطوير السوق، ومنها عمل شبكة إطفاء كاملة، وكذلك وضع كاميرات مراقبة داخل السوق نظراً لاحتوائه على عديد من محلات الذهب والمحتويات الثمينة التي لا توجد حماية أمنية كافية في الوقت الحالي لها، وكذلك ستكون هناك لوحات إرشادية داخل السوق ما يعطي السوق وضعاً أفضل من الناحية التنظيمية في المستقبل. البلدية لم تطلعنا وأوضح أحد ملاك المحلات في السوق عبدالرحمن المروتي، أن هذا العمل يسير بشكل بطيء حتى الآن؛ حيث إن الأمانة قامت بإزالة الأسقف في السوق دون أي علم لأصحاب المحلات أو تنويه عبر وضع لافتة عن مدة تنفيذ المشروع حسب الأنظمة المتبعة. وقال: المتسوقون وأصحاب المحلات يعانون من حرارة الأجواء وسقوط أشعة الشمس مباشرة على السوق بعد إزالة السقف بالكامل دون أي عمل جدي منذ شهر تقريباً. الاهتمام السياحي وأشار خالد العييدي أحد بائعي الأقمشة المعروفين في قبة رشيد، أننا نقف جميعا مع العمل على تحسين السوق، وكذلك مع الأمانة ضد كل ما يعرِّض حياة الناس للخطر خاصة وقت الأمطار، وأضاف: لابد من وضع أشكال جميلة ذات جودة عالية تعطي السوق رونقاً خاصاً، وطابعاً تاريخياً ليصبح إحدى الوجهات التجارية المهمة في بريدة، كما كان له هذا الدور تاريخياً، حيث إنه لم يأخذ حقه الكافي من وسائل السلامة والإنارة والخدمات الأخرى التي تجعل منه أفضل من الوقت الحالي. وقال العييدي: يعاني السوق من عدم الحماية الأمنية الكافية رغم وجود عديد من المحلات ذات البضائع الثمينة من محلات الذهب وغيرها التي تحتاج وقفة جادة لحمايتها خاصة في منتصف الليل. مطالباً هيئة السياحة والآثار في القصيم بإعطاء السوق أهمية من خلال جلب الزوار والسياح له للتجول فيه وإطلاعهم على معالم المدينة وأحد أهم أسواقها، فنحن نلاحظ عندما نزور أي بلد في العالم أن الأسواق القديمة مفعلة سياحياً، فلماذا لا يحدث ذلك في سوقنا؟. لجنة للتنسيق في حين تحدث ل «الشرق» نائب رئيس لجنة الأسواق في الغرفة التجارية بالقصيم محمد السدلان، أنه تم تعيينهم عبر لجنة خاصة للتواصل مع الجهات الحكومية حول تطوير سوق قبة رشيد، وقال: إن هذه اللجنة تشكلت من أصحاب خمسة محلات تم تعيينهم لمناقشة وضع السوق الحالي والسبل لتطويره، وقمنا بالاجتماع مع مسؤول المشاريع الخاصة في الأمانة عبدالسلام العميم وأوصلنا له مطالب التجار، التي منها ضرورة العمل بسرعة في هذا المشروع التحسيني للسوق، وطالبناهم بالعمل ساعات أكثر في اليوم الواحد لسرعة الإنجاز، الذي سيكون لمدة 3 سنوات. مشيراً إلى أن أصحاب المحلات يعيشون تحت أشعة الشمس الحارقة حالياً. مواقف للسيارات وأضاف السدلان: طلبنا منهم أيضاً رفع التوصيات العاجلة لوضع السلامة والأمن داخل السوق لبحث الحلول، وهو ما تجاوبت الأمانة مشكورة باعتماد شركات لهذا الغرض من كاميرات مراقبة وأنظمة إطفاء الحرائق، كما استعرضنا مع الأمانة صوراً لمخططات المشروع التي تمت الموافقة عليها بالأغلبية من أصحاب المحلات، كما سيكون هناك تطوير للبنية التحتية بالكامل داخل السوق من صرف صحي وكهرباء واتصالات، التي تعاني القدم والتلف في أكثرها، ما سيعطي السوق منظراً أكثر جمالاً. وأوضح السدلان أن السوق يفتقر لمواقف السيارات. وقال: يعاني الجميع تجاراً ومتسوقين من قلة المواقف، خاصة وأن مواقف قريبة أسفل سوق الحرفيين لم يتم استغلالها أبداً وهي مهجورة بالكامل. وقال: نطالب الجهات المختصة بتوظيف هذه المواقف والعمل على تشغيلها لخدمة سوق قبة رشيد وأسواق الخضراوات والفواكه أيضاً القريبة منها. نعمل وفق النسق التاريخي من جهته، أكد المتحدث الرسمي لأمانة منطقة القصيم يزيد بن سالم المحيميد ل «الشرق» أن الأمانة بدأت فعلياً بأعمال التطوير في منطقة قبة رشيد عبر إزالة الأسقف الحالية بالكامل، وهي ما كانت تشكل أحد أبرز المخاطر في الموقع، وسوف تبدأ في تنفيذ الواجهات الخرسانية بتصاميم متوافقة مع النسق التاريخي للموقع. وقال: تسعى الأمانة عبر هذا المشروع إلى إعادة صياغة منطقة وسط مدينة بريدة بشكل يظهرها بمظهر حضاري يخدم جميع الأطراف الخدمية والبيئية، ويظهرها بمظهر يتناسب مع الأهمية التاريخية والجغرافية التي يحتلها هذا المكان من المدينة وإزالة المخاطر والمحافظة على ملامحها وهويتها الأساسية. مواصفات الأمن والسلامة وأوضح المحيميد أن العمل في كامل منطقة قبة رشيد سيكون بتكلفة تبلغ 30 مليون ريال للمرحلة الأولى بتعاون كافة الجهات الخدمية والأمنية لنقل الخدمات الخاصة بكل جهة، وتطبيق أعلى مواصفات الأمن والسلامة داخل السوق. وكذلك من ضمن أعمال التطوير لمنطقة وسط المدينة سيكون هناك معالجة لأزمة مواقف السيارات في مواقع مختلفة، حيث سيتم توسعة المواقف شمال وغرب جامع خادم الحرمين الشريفين، بالإضافة إلى تفعيل المواقف السفلية جنوب قبة رشيد التي تعتبر مغلقة منذ سنوات طويلة. أشعة الشمس تملأ السوق بعد إزالة الأسقف المغطية له زائرو السوق لا يزالون موجودين بقوة رغم انتشار المولات الحديثة (الشرق)