غني عن البيان القول إن عضوية المرأة السعودية في مجلس الشورى هي تجربة جديدة في الوسط السعودي، ولا يخفى علينا جميعاً من تأويل بعضهم مشاركة المرأة وما انطوى عليه نزعة غير بريئة، نزعة تبدد أهداف التنمية وتنطوي على تعسفٍ كبير، حيث لم يتعاملوا مع الموضوع على أنه حق ولا على أنه واجب. إن مجلس الشورى حق للأمة بنص القرآن والسنة، ولنا أن نمارسها -أي الشورى- بالطريقة المُثلى لهذا العصر، حيث إن الاستبداد بالرأي يُبعد عن الصواب غالباً، ويُقحم القرار في رغبات الهوى، ويبني البناء على أساس غير راسخ، ومالم لم نتجاوز النظرة التقليدية السائدة عن مجلس الشورى ودوره وأهميته، وحصره فقط في أنه في دائرة من الوعظ والنصيحة، حينها إذا فلن نتعامل مع الموضوع على أنه أمر ضمني. إن عضوية المرأة في الشورى ستعزز الانطلاقة نحو آفاق أوسع للغوص في مشكلات المجتمع، وتعزيز مظاهر الوعي في التعامل مع المرأة الأم والأخت والزوجة والبنت، إن منح المرأة صلاحيات مشتركة مع شقيقها الرجل للنهوض بالمسؤوليات ومواجهة التحديات، وما أرصده حالياً -وإن كانت التجربة وليدة- إلا أنها توحي بأن المرأة استطاعت تحقيق حضور مجتمعي مسؤول وواع، وهو ما مكّنها من إثبات نفسها في عدد من المجالات العلمية والعملية. ولكن يجب استثمار هذا التغيير للأفضل مع الحفاظ التام على خصوصية المرأة لا سيما وأننا في وطن يلتزم بالدين ويحترم المرأة ويحافظ على كرامتها. أخيراً: لنكن متفائلين بكل جديد نأخذ فوائده ونترك أضراره.