أكد الدكتور فايز عبدالله الشهري عضو مجلس الشورى، وعضو لجنة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، والكاتب والباحث في استخدامات الإنترنت أن الإعلام الجديد أفرز عدة معانٍ للحرية التي أُتيحت لكل فردٍ في المجتمع حتى أنه يتحدث بما يراه، الأمر الذي نتج عنه نوع من الاضطراب والفوضوية في جوانب متعددةٍ من حياة المجتمع. وأفصح الشهري أن الجيل الجديد أصبح يستقي معلوماته وقيمه واتجاهاته من الإنترنت ما أحدث تعدداً في الثقافة الشرعية أدى إلى التشتت وانتشار الإلحاد لبعض الشباب. وكشف الشهري عن حقائق علمية بأن 91% من البالغين في العالم الآن يستخدمون وسائل الإعلام الاجتماعية بينما مستخدمو اليوتيوب يشاهدون ثلاثة بلايين ساعة فيديو شهرياً في حين أن 40% من الناس يقضون وقتاً طويلاً على شبكات التواصل أكثر ما يفعلون وجهاً لوجه، كما أن 44% من أصحاب الأعمال يحصلون على عملاء عبر "تويتر". وأضاف: 25 % من الناس يعتقدون أن الشبكات الاجتماعية عززت ثقتهم بينما اعترف 24% من الأمريكيين و28% من البريطانيين بالكذب أو المبالغة على الشبكات الاجتماعية حول مسائل شخصية وعملية. وأبان الشهري أن 24% من الناس فوتوا مواعيد مهمة لأنهم يكتبون عنها على الشبكات فيما يعتبر 83% من مستخدمي الشبكات يعتقدون أنها المكان المناسب لعمل الصداقات. جاء ذلك، على هامش محاضرة له بعنوان "الإعلام الجديد: حدود الحرية والمسؤولية" في انطلاق أولى فعاليات "إثنينية تُنومة الثقافية" في موسمها الحادي عشر أمس الثلاثاء ضمن برامج وفعاليات الصيف بالتعاون مع لجنة التنشيط السياحي في محافظة تُنومة تحت إشراف الدكتور صالح بن علي أبو عرَّاد المشرف على اللجان الثقافية في تُنومة. ووصف الشهري مصطلحيّ "الحرية والمسؤولية"، بأنهما بمنزلة الأخذ والعطاء، وتناول المقصود ببعض المفاهيم في مجتمعنا السعودي على وجه الخصوص ومنها الإنترنت والإعلام الجديد والثقافة الرقمية والتواصل العالمي والشبكات الاجتماعية، مؤكداً ما يكتنف ذلك من الفرص والتحديات المتعددة. وعرّج الشهري إلى الفروق بين ما يُسمى بالإعلام التقليدي والإعلام الجديد مع تأكيده أن ما يعيشه العالم لا يخرج عن كونه حالة من الاندماج بين وسائل الإعلام والاتصال، كما أكّد أن حياة الناس في المجتمع تُنظم في الغالب من خلال ثلاثة أمور، هي: "تعاليم وتشريعات الدين، الأخلاق الاجتماعية، الوازع الشخصي". واستعرض الشهري عدداً من نتائج الإفراط في التعامل مع معطيات الشبكات الاجتماعية معدداً بعض المساوئ والجدليات والتأثيرات السلبية على السلوك والمعتقدات والقيم إلى جانب إيجاد نوع من الوعي الجديد وعدم القدرة على تحديد الأولويات والتميز في طرح القضايا الاجتماعية المختلفة. النماص | محمد عامر