في نهاية العام الماضي أعلنت سلسلة متاجر التجزئة الأمريكية “وول مارت” عن سحب كمية من حليب الأطفال «أنفاميل» بعد وفاة طفل في ولاية ميسوري. وول مارت بادرت بتقديم التعازي إلى عائلة الطفل بمجرد سماعها ما حصل، علما بأن التحقيقات حينذاك لم تنته بعد، ولم يعرف حينها هل كانت وفاة الطفل ناتجة عن الحليب أم عن المياه التي استخدمت معه؟، وهناك في الصين أقالت السلطات الصينية أربعة مسؤولين ومدير شركة في فضيحة بشأن مسحوق حليب مغشوش. قبل فترة تم إتلاف سبعة أطنان من حليب الأطفال الفاسد في جدة، بعدها بأيام ضبطت بلدية محافظة الخرمة كميات كبيرة من حليب الأطفال المنتهي الصلاحية وأتلفت، والآن في جازان الحبيبة تم الإمساك بعصابة امتهنت -منذ سنتين- بيع حليب الأطفال “بيوميل” منتهي الصلاحية، وفي الأخير كالعادة (تم الإتلاف) و”اللملمة” على الموضوع! الجدير بالذكر هنا أن أحد أفراد تلك العصابة تم القبض عليه قبل عام في نفس القضية، ولاشك أنه تمت معاملته بكل “حنية”، وإلا كيف أطلق سراحه ليعود إلى ممارسة “الكار” من جديد؟! أقول وأجري على الله إن هذا الإهمال القاتل الذي لم يبق ولم يذر وصل الآن إلى أطفال البلد وهو لا يجد سوى “شمرة” وحماس لا يستر العورة. الفساد الآن تجاوز اللحم ووصل إلى العظم. وإذا استمر الوضع هكذا سيتمنى المواطن لو أنه (بعير) في “مزايين الإبل” على الأقل سيضمن لأطفاله أجود وأرقى أنواع العلف، ثم يموت في بلاده كما يموت البعير.. فلا نامت أعين الجبناء!