دعا الرئيس العام لشؤون الحرمين الشريفين الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس المسلمين إلى عدم تكرار الحج والعمرة خلال فترة تنفيذ مشروع توسعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التاريخية لرفع الطاقة الاستيعابية للمطاف، وإفساح المجال لمن لم تتح لهم فرصة أداء المناسك حفاظاً على أرواحهم وسلامتهم. وقال في تصريحات ل»الشرق»: «انطلاقاً من مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف ومقاصد شريعتنا الغراء وقواعدها المثلى، في السماحة واليسر ورفع الحرج ورعاية المصالح ودرء المفاسد، فإن المصلحة العامه المرعية تقتضي تخفيض أعداد الحجاج والمعتمرين بشكل مؤقت واستثنائي حتى الانتهاء من المشروع «. د. عبدالرحمن السديس وأكد السديس أن من القواعد المقررة في الشريعة أن المشقة تجلب التيسير وأن الضرر يُزال وأن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح وأن الأمر إذا ضاق اتسع وأنه إذا تعارضت المصلحتان أخذ بأعلاهما وأن الأمر إذا آل لضرر أو أذى فإنه يمنع شرعاً وبالأخذ بالاعتبار لهذه المصالح العظمى والمقاصد الكبرى سيحقق هذا المشروع ما يؤمل منه من تأمين سبل الراحة للحجاج والمعتمرين وهذا يدعو إلى أهمية تعاون المسلمين وتفاعلهم الإيجابي مع هذا القرار الحكيم لتحقيق المصالح العليا للأمة الإسلامية والدعوة موجهه لقادة الأمة وعلمائها لتعزيز ما رآه ولاة الأمر في المملكة العربية السعودية في ذلك الأمر». وشدد السديس على ضرورة أن يبيّنوا للمسلمين أسباب هذا التوجه الحميد وآثاره النافعة لاسيما أنه أمر مؤقت ومحدود بمدة زمنية قصيرة، مراعاة لفقه الأولويات والمصالح التي يجب أن يعيها المسلمون لاسيما الحجاج والمعتمرون والزائرون. وفي سياق متصل أكد مفتي الجمهورية التونسية الشيخ عثمان بطيخ أن قرار تخفيض عدد الحجاج والمعتمرين لفترة مؤقتة ضرورة شرعية اقتضتها مصلحة الحاج والمعتمرلتجنب ما قد يطرأ نتيجة التزاحم من خطر يهدد سلامة الناس وخاصة كبار السن منهم والمرضى، وهو ما يؤدي حتماً إلى الإخلال بأحكام المناسك وفوات الغاية منها من جراء حالات الاستعجال في أداء المناسك. وأعلن في تصريحات صحفية أمس، عن تأييده قرار تخفيض أعداد الحجاج والمعتمرين بسبب أعمال التوسعة التي يشهدها المسجد الحرام بمكةالمكرمة ووصفه بأنه قرار حكيم وصائب تقتضيه الضرورة الشرعية. وأهاب مفتي تونس بجموع الحجاج للاستجابة لهذا القرار الحكيم وتقديره لأنه يصب في صالحهم وليس تضييقاً عليهم، لأن من لم يسعفه الظرف القائم على القيام بشعيرة الحج أو العمرة هذا العام فسيحج أو يعتمر في عام مقبل في ظروف طيبة.