ساهم تسعة من أيتام الشرقية مع 150 متطوعاً ومتطوعة من مختلف الفئات العمرية في تنظيم فعاليات مهرجان»صيف الشرقية 34»، في إعادة ثلاثين طفلاً تائهاً إلى مقر الفعاليات الرئيسية في متنزه خادم الحرمين الشريفين في الواجهة البحرية في كورنيش الدمام. وبالرغم من الوقت الذي يقضيه المتطوعون في المهرجان، إلا أن ابتسامة الرضا لا تخفى على وجوههم بعد انتهاء يوم عمل بالنسبة لهم، حيث وصف عدد منهم مجال عملهم ب» الركيزة الأساسية في بناء المجتمع، ونشر التماسك الاجتماعي بين المواطنين». وأكدت مديرة حاضنات العمل الاجتماعي في جمعية العمل التطوعي، منال القحطاني، على أهمية نشر ثقافة العمل التطوعي بين الجمهور، خصوصاً خلال الإجازة الصيفية، كونه من أبرز الوسائل التي تستخدم في تنمية الأفراد والمجتمعات وتطويرها والنهوض بها، بالأخص في الوقت الراهن، منوهة إلى أن الفئات العمرية المشاركة في العمل التطوعي تتراوح بين ستة أعوام و41 عاماً، مشيدةً بمشاركة عدد من الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة بجميع فئاتهم، إضافة إلى الأطفال الذين نلمس دورهم ونشاطهم خلال العمل الميداني. وبينت القحطاني أن أهم عوامل نجاح العمل التطوعي واستمراره هي إدارة المتطوعين الجيدة، وتوجيه كل منهم إلى مجال اهتمامه ونشاطه، وشكرهم وتحفيزهم، كما أن لتوفير الفرص التطوعية دوراً كبيراً في المحافظة على نشاطهم، فمن خلال هذا العمل يمكن التأثير الإيجابي في الشباب، وتعليمهم طريقة للحياة قائمة على تحمل المسؤولية الاجتماعية. ويقوم المتطوعون والمتطوعات بأنشطة في موقع المهرجان، من إرشاد الزوار وتنظيم دخولهم ومساعدتهم، خصوصاً ذوي الاحتياجات الخاصة، إضافة إلى الأطفال، وغير ذلك من الأنشطة التي يصعب حصرها، وتشير إحدى المتطوعات إلى أن إحدى المهام التي يقومون بها هي تسليم الأطفال التائهين إلى ذويهم، وتشير إلى أنه ومنذ انطلاق المهرجان خلال خمسة أيام، تم رصد حالات قليلة، لأطفال تائهين عن أُسرهم، مقارنة بالمناسبة نفسها في الأعوام السابقة، مرجعةً ذلك إلى التنظيم المتبع في موقع المهرجان من خلال المداخل والمخارج، التي تُلزم الجميع بالتزام النظام، وأشارت إلى أن أعمار الأطفال الذين يتم العثور عليهم تائهين تتراوح بين ثلاثة وثمانية أعوام. من جانبه، أوضح مسؤول العلاقات العامة والإعلام بأمانة المنطقة الشرقية، محمد الصفيان، أن الإجراء المتّبع في حال ضياع الأطفال هو الاحتفاظ بهم في موقع مخصص للأطفال التائهين، وتسليمهم لذويهم بإثبات الهوية. وتتواصل اليوم فعاليات المهرجان بعروض السيرك الأكراني، وأوبريت» قصة بحر»، ومسابقات وفعاليات أخرى. الأسر المنتجة وكانت خيمة الأسر المنتجة قد جذبت ثلاثة آلاف زائر في أيامها الأولى، وتنوعت معروضات أربعين أسرة مشاركة بين مشغولات يدوية (فن الكروشيه، والتطريز، والسدو، والخوص)، وتنافست الشابات في فن النحت على الهدايا التذكارية كالأقلام، والقلائد، والأساور، بينما برعت أخريات بعرض الملابس التقليدية الشعبية القديمة المعروفة (الجلابيات) التي تهافت عليها الزبائن لقرب موسم شهر رمضان الذي تحرص فيه الأسر على اقتناء الألبسة الشعبية، كعادة تعارف عليها أهالي الشرقية، خصوصاً في يوم «القرقيعان». وفي جانب آخر، كان هناك ركن للبهارات المصنعة في المنزل، وخلطات القهوة التي أقبلت عليها فتيات حديثات الزواج قادمات إلى الشرقية لقضاء شهر العسل، وشهد قسم الحنّاء تزاحم فتيات صغيرات وشابات وجدن في الحنّاء منافساً ل»التاتو»، بينما استطاعت أم تركي شد انتباه الحضور من خلال رائحة خبزها الشهي المعدّ أمامهم في التنور، وتفننت في صنع»المحمرة».