لن أعيد ما ذكرته بخصوص التعصب، ونحن إلى هذه اللحظة لم نتفق على آلية موحَّدة لتعريفه والغوص في إسباره لإيجاد صيغة مكتملة تفسِّر لنا هذا المفهوم الشائك الذي بات على لسان كل مَنْ لَمْ يعجبه كلامك ! كيف للإعلام أن يجمع بين دوره كموجِّه ومسوِّق فالتوجيه يتطلب اللجوء للمثاليات والتسويق يتطلب اللجوء للإثارة واللعب على وتر الجمهور! هل التعصب جزء أساسي من كرة القدم تحديداً وبدونه تموت اللعبة ؟ أم أصبح هذا مسوغاً لنا لنمارس جلدنا لمن يخالفنا الرأي ونعزز لمن نحب ونتفق معه ؟. إذا كانت ممارساتنا على حسب رأي البعض متعصبة وتثير الشارع الرياضي ولن تضيف لنا بل ستأخرنا عن غيرنا ؟ فلماذا هذا الأمر لم يؤثر على إسبانيا مثلاً التي بلغ فيها التعصب الرياضي بين البرشا والريال ذروته وتحوَّل إلى صراع تاريخي ! لماذا لم يؤثر على الأرجنتين التي يُعدُّ فيها التعصب طبقياً بين ريفر بليت وبوكا جونيورز ! ! هل فعلاً هناك ما يسمى بالقضاء على التعصب أم أن هذه مجرد شعارات لا يمكن أن نطبِّقها على أرض الواقع، وإذا ما استطعنا تطبيقها فإننا سننعى كرة القدم ؟ مالفرق بين التعصب الفردي والتعصب المؤسسي وأيهما أخطر ؟ هل تجاوز تعصبنا حدود الرياضة ؟ وبأي حال كانت الإجابه فنحن نعترف بأننا ملزمون بحصر التعصب في محيط الرياضة، وهذا أيضاً يوضِّح أننا نؤمن بأهمية وجوده وتغذيته بالقدر الذي لا يتجاوز تلك الحدود، وهذا أمر لا يستطيع تنفيذه إلا من يملك تعليماً أكاديمياً وممارسة مشبعة بالخبرة ولعل هذا ما لخبط الأوراق وشوش على البعض، بحيث لم يعد على لسانه سوى كلمة أنت متعصب وهو لا يعلم أنه بهذا الأسلوب يمارس التعصب ! في هذا الجزء أحاول تسليط الضوء على التعصب من منظوري وأطرح أسئلة سأترك إجاباتها للمقال القادم …