سيكون القمر هو (الخليج العربي) للطاقة للقرن الحالي.. ربما؟ فشركة (داسا DASA) الألمانية فرع شركة مرسيدس في مدينة بريمن، بالتعاون مع فيزيائيين أمريكيين من جامعة فيسكونسين (WISCONSIN) يقومون اليوم بدراسة مثيرة حول الوصول إلى طاقة عملاقة تكاد لا تنضب وموجودة بكثرة على سطح القمر وهي مادة الهليوم 3، مادة الطاقة للقرن المقبل، ولتصور استخدام هذه المادة السحرية فيمكن أن نعلم أن 30 طناً من هذه المادة تعادل ما استهلكته الولاياتالمتحدة من طاقة منذ أن عُرِفت الطاقة الحديثة؟! ويكفي أن نعلم أن القمر الميت يحوي من هذه المادة مليون طن بالتمام والكمال ما يعادل عشرة أضعاف كل الطاقة التي تحويها الأرض، من حقول بترول وغاز طبيعي وجبال فحم؟! المشكلة هي في تطوير التقنية، وستكون كلفة استخراجه ما هو أقل من 7 دولارات للبرميل من البترول، على الرغم من كل التقنية الرفيعة بتحصيلها من إرسال روبوت إلى سطح القمر يشفط هذه المادة السحرية بنهم. أما العربة (سوجرنير SOJOURNER) التي حملتها المركبة (باث فايندر PATHFINDER) إلى المريخ فكانت تمتص الطاقة من أشعة الشمس، وتتحرك بسرعة 60 سنتيمتراً في الدقيقة. نظام الحجرات الضوئية (SOLARSYSTEM) يعتبره العلماء اليوم وكأنه المزارع الجديدة لقنص الطاقة وتكثيفها، ثم إرسالها إلى الأرض عبر أشعة موجات قصيرة (ميكروويف MICROWAVES) عبر الملكوت لمسافة 36000 كم، تستقبلها (أنتينات) عملاقة تحولها إلى طاقة كهربية، تغذي العالم بالطاقة المطلوبة، بحيث تستقبل كل (أنتينة) ما يعادل عشرة (جيجا وات GIGAWAT)، وهذا الرقم يمثل الطاقة التي تفرزها ثمانية مفاعلات نووية عملاقة، ما يعادل سدس الطاقة التي يستهلكها بلد صناعي متقدم طراز رقم واحد في العالم من نوع ألمانيا. في الوقت الذي تحل مشكلات الطاقة، ستحل مشكلات الجنس البشري إلى حد كبير، فنحن لا نسأل أنفسنا لماذا لا يتنازع البشر على الهواء، ويقتتلون على مصادر المياه ويتذابحون على البترول، بسبب بسيط هو الطاقة ووفرتها أو نضوبها؛ فالطاقة هي كل شيء، وعندما يحصل فائض للجميع سيكف البشر عن الاقتتال والنزاع، كما لا يتقاتلون على حزمة من الهواء أو قبضة من الريح. ولكن جنون البشر لا حد له.. أليس كذلك؟ دعنا نتفاءل.