نواف بن سليمان «تستحق ينبع أفضل مما رأيت».. هذه الجملة أرددها وأنا أتجول في مدينة ينبع والقرى المحيطة بها، فبحكم موقعها الجغرافي كميناء تجاري، ووجود المدينة الصناعية الأهم لشركة أرامكو، بالإضافة إلى تاريخها الذي يمتد إلى أكثر من 2500 عام، فإن ينبع من المفترض أن تكون أفضل مما هي عليه الآن. وهناك فرق كبير بين تطور وتنظيم المدينة الصناعية بأحيائها والخدمات المقدمة لها وبين ينبع البلد. ونتساءل: لماذا لا يمتد تأثير أرامكو على تخطيط وتنظيم مدينة ينبع كلها ولو بالفكر؟ صحيح – وكلنا يعلم – أن مسؤولية أرامكو وميزانيتها تنحصر في حدود أملاكها، لكن من منطلق المصلحة العامة يجب أن يشمل حسن التخطيط والتنظيم والخبرة العالية التي تمتلكها أرامكو مدينة ينبع والقرى المحيطة بها، كما يجب أن تسهم أرامكو في تنمية المنطقة بصفة عامة وليس مساحة معينة لا تتعدى بضعة كيلومترات. إن التعاون بين المسؤولين عن محافظة ينبع وشركة أرامكو يجب أن يأخذ الصيغة الرسمية للنهوض بالمنطقة ككل لما فيه من خير لمملكتنا الغالية. فينبع لايزال ينقصها كثير من الخدمات والطرق وهي بما تملكه من شواطئ بكر وموقع جغرافي مميز وموارد صناعية عالية، مهيأة لأن تكون بيئة سكنية وصناعية ممتازة لاستقبال أعداد كبيرة من المواطنين وتخفيف الضغط السكاني عن المدن الكبيرة المحيطة بها. إن المسؤولية كبيرة على محافظ مدينة ينبع المهندس مساعد السليم في إحداث نقلة نوعية بمدن المحافظة وقراها التي يئن بعضها من افتقادها للخدمات والطرق، ووضع خطة عاجلة للنهوض بهذه الهجر والقرى التي لا يمتلك المواطنون فيها إلاّ ما تيسر من أبسط مقومات الحياة. إن التعاون مع شركة أرامكو ونقل فكرهم وخبرتهم هو الحل الأمثل لتوفير خدمات سريعة وعاجلة يحتاجها أهل هذه القرى، بالإضافة إلى حث وزارة الإسكان على بناء مجمعات سكنية مناسبة في ينبع والقرى المحيطة بها، ولا أعتقد أن أي مسؤول في وزارة الإسكان يسره منظر قرى وهجر الصفيح المحيطة بينبع، التي يقطنها مواطنون لا يمتلكون من الموارد إلاّ الضمان الاجتماعي الذي تقدمه الدولة حفظها الله. ولعل تاريخ محافظ ينبع المشرّف في مجال العمل الحكومي والخاص، يكون خير داعم بحول الله في جذب فرص استثمارية جيدة يعود نفعها على المستثمر والمواطن في بيئة خصبة وقابلة للتطوير والإبداع كينبع.