علمت “الشرق” من مصادرها الخاصة، أن النظام السوري يوشك على إصدار عفوٍ عام عن السُجناء في البلاد، عدا المحكومين في جرائم “القتل، والاغتصاب، والاختطاف”، في حين تدخل تُهمة الإرهاب ضمن تُهم جرائم القتل، طبقاً للمصادر. وتأتي خطوة النظام السوري هذه، كمحاولةٍ لمنع تدويل الأزمة السورية، وتقديم النظام نفسه كطرفٍ يسعى لإنهاء أزمته الداخلية “داخلياً”، للخروج بالبلاد من النفق المظلم، الذي تعيشه مُنذُ أكثر من عشرة أشهر مضت. وطبقاً لمصادر “الشرق”، فإن عملية الإفراج عن السُجناء المرتقبة، ستتم بحضور أعضاء بعثة المراقبة التابعة للجامعة العربية، المتواجدة في سوريا لمتابعة تنفيذ بنود البروتوكول العربي، الذي دخله النظام السوري مع الجامعة العربية، التي تُمثل عدداً من الدول العربية. وتتوزع بعثة الجامعة على قرابة 14 مدينة لتشهد عملية إطلاق السراح المرتقبة، وتأتي على شكل فُرق يتم تشكليها من البعثة، حيث ستتولى الفرق التي سيتم توزيعها لمُعاينة عملية إطلاق سراح السُجناء في “دمشق وريف دمشق، ومحافظة درعا، والسويداء، ومحافظة حمص، ومحافظة حماة، ومحافظة حلب، وإدلب، واللاذقية، وطرطوس وبانياس، وتدمر والسخنة، والرقة والثورة، والقامشلي والحسكة، ودير الزور والبوكمال”. ومن المتوقع أن تضع الحكومة السورية بين يدي أعضاء بعثة الجامعة العربية قوائم بأسماء السُجناء الذين سيفرج النظام عنهم، في خطوةٍ تأتي في أعقاب تأزم الوضع على الأرض في المناطق السورية، بعد دخول الأزمة شهرها 11، وبعد مُضي أكثر من أسبوعين على عمل فريق البعثة العربي الخاص بالجامعة العربية، الذي سلّم هو الآخر تقريراً مُفصلاً لمجلس الجامعة في القاهرة الأسبوع المنصرم. واعتبر مصدر عربي تحدث ل”الشرق” خطوة النظام السوري، بمثابة محاولة لإبعاد البلاد من النفق المُظلم، ومحاولة منه لعدم تدويل الأزمة السورية ونقلها لمجلس الأمن، الذي لا يُتوقع منه سوا فرض عقوبات من شأنها أن تُسهم في تعقيد الأزمة. ويواجه النظام السوري، الذي يرى أن ما آلت له البلاد، نتاجاً لمؤامرةٍ خارجية، تقف وراءها أطراف تسعى لتقويض سوريا “طبقاً لتصريحات الرئيس السوري بشار الأسد”، قطيعةً على الصعيد الدولي، والعربي في آنٍ واحد، زادت من تعنته وعدم إذعانه لحلولٍ كانت تقف حائلاً أمام المرحلة التي بلغتها سوريا من حيث زيادة تعقيد القضية وصعوبة حلها بطرقٍ لا تقبلها المرحلة الحالية التي دخلتها البلاد. ويرى مراقبون أن خروج الرئيس السوري بشار الأسد قبل أيام، كان ليُعيد تصميم نظامه بالاقتناع بأن الأزمة التي تواجهها بلاده، نتيجة “مؤامرةٍ”، في محاولةٍ منه لإلغاء أخطاء النظام، الذي لم يُنفذ في الواقع خططاً للإصلاح الداخلي.