سعدت جداً بتأنيث محلات الملابس النسائية، وسعدت أكثر أنني لن أرافق زوجتي (من الآن ورايح) إلى هذه الأسواق بعد أن انحلت هذه العقدة التي كانت تسبب لي (دوشة الدماغ) كلما جاءت فكرة النزول إلى هذه الأسواق وإصرار الزوجة على مرافقتها تصدياً لبحلقة بائعي الملابس النسائية، الذين لا تكون عيون بعضهم نصفها في البضاعة ونصفها الآخر مشدود إلى قوام الزوجة ووقوفها عند الشراء والاختيار. وقد عادت أم الأولاد من هناك مبتهجة وسعيدة بعد أن قضت حاجتها من بائعة من نفس جنسها، ولم تتعرض للحرج كالعادة عندما يكون البائع رجلاً رغم أنني أكون برفقتها. إن تأنيث محلات ملابس النساء هو الأمر الطبيعي الذي لا يختلف عليه أحد، وفي كل بلاد العالم حتى المتحررة منها تخصص امرأة لبيع الملابس الداخلية للمرأة، حتى لا تجد حرجاً في الاختيار والبيع والشراء. الشيء الجديد في هذا الأمر أن الإقبال على هذه المحلات بعد التأنيث أصبح واضحاً، لدرجة أن الزوج لابد أن يفتح جيبه كحصالة فلوس، حيث ستتحول الزوجة إلى زبونة دائمة لهذه المحلات أو للشراء بحرية كاملة، وثانياً لفتح باب الحوارات والتحدث والأخذ والعطاء مع امرأة مثلها تستطيع إقناعها بما تريد ولائق لها من ملابسها بعيداً عن فضول العيون الرجالية، وهذا هو الأمر الطبيعي الذي يفترض أن يكون منذ مدة طويلة ولكن “أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي بالمرة”. أخيراً، كان بودي أن أصول وأجول في هذا الموضوع وعندي الكثير مما يقال، لكنني ملتزم ومضطر أمام محدودية المساحة وجبروت الزملاء في هيئة التحرير على تحديد عدد الكلمات؛ حباً في تحجيم متمرد مثلي ليس له حول ولا قوة أمام الإشارة الحمراء التي يضيئونها كلما زدت قليلاً عن المسموح به من عدد الكلمات.