عبدالله مكني استبشر الجميع خيرا مع إنشاء وتأسيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، وهذا هو الأصل للحفاظ على هوية بلادنا من شتى الجوانب حتى نطبق مفهوم النزاهة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. ولكن الذي نلحظه بكل أسف من الهيئة حتى الآن تقريبا هو في مجمله التوعية والتثقيف وتلقي البلاغات، ومن ثم التوقف عن المحاسبة بينما الدور الأساسي لمكافحة الفساد هو الكشف والتدقيق مع المحاسبة إن لم يكن التشهير أيضا من أجل المصلحة العامة للوطن ومن يعيش عليه. كما أن مكافحة الفساد أعلنتها واضحة وجلية أن أية قضية يجب التحري منها مع الشهود والمشاهدة والأدلة وغيرها هذا منطق جميل وسليم، ولكن هل من المعقول أن نجد المتهم في مسرح الجريمة أيا كان ذلك المرتكب للفساد الإداري أو المالي وخلافه في وضح النهار وعلنا أمام الجميع حتى يتم التأكد أم إن الواجب على الهيئة المسؤولة عن مكافحة الفساد التربص بالمجرم قبل وأثناء وخلال وقوع البلاء بما لديها من خبرة وتفاني ومسؤولية هي أهل لذلك من حيث ثقة الدولة والجميع. وعليه فمن الواجب تحري ذلك من إدارات الهيئة بذاتها دون أن ننتظر أن يتم التسلم والتسليم بين الطرفين في قضية فساد لأن ذلك وكما يقال من المستحيلات السبعة، وعليه لن نتمكن من الكشف المبكر لتلك الإشكالات الكارثية. ولعل ما نلحظه من فساد بكل أسف هو خير دليل على أن الهيئة حتى الآن لم تزل في طور التثقيف والتوعية وانتظار البلاغات دون المباشرة، والتفعيل المأمول الذي كان الجميع يصبو إليه فهل من نتائج مثمرة وجادة تريح النفس من تلك التلاعبات التي أنهكت الجميع فسادا وتهميشا.