تجمع آلاف الأشخاص بدعوة من نقابتين كبيرتين بعد ظهر أمس في ساحة تقسيم بإسطنبول لليوم السادس على التوالي للتظاهر ضد رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان. واجتاح المتظاهرون الذين انطلقوا من مكانين مختلفين، وهم يلوحون بأعلام حمراء أو بيضاء، ساحة تقسيم التي تشكل مركز الحركة الاحتجاجية التي تهز تركيا مطالبين باستقالة رئيس الحكومة. وردد المتظاهرون «تقسيم تقاوم والعمال وصلوا» و»طيب وصل المخربين!». كما تظاهر عشرة آلاف شخص وضع بعضهم صورا لمصطفى كمال أتاتورك مؤسس تركيا الحديثة، في العاصمة أنقرة، رافعين أعلام تركيا. وقال المحتجون متوجهين إلى رئيس الحكومة إن «هذه الأمة لن تركع أمامك!». وخرج أعضاء بنقابات عمالية تركية يقرعون الطبول ويرفعون لافتات في مسيرة بالميدان لينضموا إلى احتجاجات لم يسبق لها مثيل ضد رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان بشأن ما يعترونه حكما استبداديا. وخرج أعضاء أكثر من عشر نقابات يرددون هتاف «ارحل يا أردوغان» في مسيرة بشارع رئيس، واتجهوا نحو ميدان تقسيم. واندلعت احتجاجات مماثلة ضد أردوغان -الذي يرأس وزراء تركيا منذ عشر سنوات وفاز بالانتخابات ثلاث مرات- في متنزه كيزيلاي بالعاصمة أنقرة. ودارت مناوشات بين شبان ورجال الشرطة في مدن بمناطق متفرقة من البلاد في الليلة الخامسة من الاضطرابات. ويتهم بعض المنتقدين أردوغان بإشعال الموقف في مطلع الأسبوع حين وصف المحتجين بعدد من الصفات، وقال إنهم لصوص ثم ربط فيما بعد بينهم وبين الإرهاب. ومنذ أن غادر أردوغان البلاد في زيارة لشمال إفريقيا تبنى نائب رئيس الوزراء بولنت أرينج نبرة تصالحية أكثر.