شدد الناقد السينمائي أحمد الملا على عدم وجود سينما سعودية، مشيراً إلى أن هذا المصطلح يقوم على حراك تغذيه قنوات معرفية واقتصادية واجتماعية لا تتوقف عن الإمداد. وقال الملا، خلال حديثه عن «تجربة عبدالمجيد الكناني من خلال السينما اليوتيوبية» مساء أمس الأول في فرع جمعية الثقافة والفنون في الباحة: إن السينما صناعة لها مؤسساتها الأكاديمية ومناخها التنافسي وصالات العرض (المصطنعة العتمة) ودرجة الحرارة الموزونة وهندسة المقاعد وتدرج منسوبيتها تجاه الشاشة إضافة إلى الحرفية التي يعتاش منها القائمون عليها وقيام السوق الاقتصادي، لافتاً إلى أن الأفلام المنتجة في المملكة الآن لا ترقى لتسميتها «أفلام مستقلة»، كما أطلق عليها البعض دون انتباه لدلالة مصطلح «الاستقلالية». واستعاد الملا أول التجارب الفيلمية لعبدالله المحيسن من خلال فيلم «اغتيال مدينة» عام 1977م، وما تلاه من أفلام مثابرة حتى عام 2003م، إذ برز اسم هيفاء المنصور بتقديمها تجربتها من خلال فيلم «منْ؟»، وفي عام 2007م، قاربت الأفلام السعودية المشاركة في مهرجان أبوظبي خمسين فيلماً، وفي 2008م 75 فيلماً. ووصف أفلام اليوتيوب ب»المهرّبة»، كون موقع يوتيوب افتراضياً ووسيلة نقل سريعة تشبه ترجمة الشعر الركيكة والحرفية، مشيراً إلى أن المخرج بدر الحمود أول مَنْ دشّن الأفلام السعودية على يوتيوب بفيلم «مونوبولي» في منتصف سبتمبر 2011م، وحقق نسبة مشاهدة عالية تجاوزت 286 ألف مشاهدة في ساعاته الأولى. وقال إن ما يُسمى ب»مهرجان السينما السعودية»، الذي ترعاه روتانا، يعتوره خللٌ في المفاهيم، كونه أشبه بالثوب الفضفاض على جسد مسابقة هزيلة. وأثنى المُلا على تجربة الكناني وما يمتلكه من موهبة وكاريزما أوصلته سريعاً للمتلقي. من جهته، قدّم الممثل والكاتب عبدالمجيد الكناني، بعد عرض فيلمه «كروة»، سيرة موجزة عن مسيرته الفنيّة، وما أسهم به من أفلام يوتيوبية خدمته فيها التقنية والفضاء المفتوح ومحدودية الرقابة، مرجعاً النجاحات التي حققها إلى فريق عمله الطموح والمتطلّع لصالات عرض سينمائي، باعتبارها آمنة وذات جدوى اقتصادية، مضيفاً أن ما يتم عرضه على يوتيوب في دقائق، يعملون عليه أشهراً حتى يخرج بصورة مُعبّرة وموجزة دون إخلال بالفكرة، مستعيداً أفلامه «داكن» و«ست عيون عمياء»، ومشدداً على أهمية الحوار. وتداخل في الأمسية، التي أدارها الإعلامي أحمد الهلال، الدكتور جمعان بن عبدالكريم، والمسرحي محمد ربيع، والشاعر غرم الله الصقاعي، والمخرج المسرحي مهدي الكناني، والمنتج محمد المطيري، وعلي البيضاني، وعلي الرباعي.