تحيط أجواء التوتر الشديد أرجاء مدينة نابلس عقب قرار الحكومة الإسرائيلية بمصادرة «370» دونماً من أراضي الفلسطينيين لصالح أغراض عسكرية شرقي المدينة، في الوقت الذي أضرم فيه عشرات المستوطنين النار فيما يزيد عن 200 دونم من أراضي الفلسطينيين بين «مادما» و «بورين»، وامتدت النيران إلى أطراف «عصيرة القبلية» جنوب نابلس. وقال شهود عيان فلسطينيون ل «الشرق»: إن قوات الاحتلال سلمت إخطاراً رسمياً إلى مجلس قروي «عورتا» بمصادرة 370 دونماً زراعياً من أراضي قريتي «عورتا» و «روجيب» شرقي مدينة نابلس، وذكروا أن توتراً غير مسبوق تشهده المدينة جراء احتمال حدوث مصادمات بين الفلسطينيين والمستوطنين الذين يمارسون عمليات الاستفزاز لهم. غسان دغلس مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة أكد تسلمه الإخطار، وقال في تصريح خاص ل «الشرق»: «إن ما يجري في هذه الأوقات بنابلس قد يجر الأمور إلى اتجاه خطير من التصعيد لا يمكن توقعه»، مبيناً أن مصادرة الأراضي جاءت لتحقيق رغبة المستوطنين بالتوسع في مستوطنة «ايتمار» القريبة من الأراضي المصادرة منذ أشهر. وأشار دغلس إلى أن إسرائيل تسعى من خلال سياسة مصادرة الأراضي إلى فرض حقائق جديدة على الأرض، وتدمير المزارع الفلسطيني وإجباره على ترك أرضه، داعياً القيادة الفلسطينية لتعزيز صمود الفلسطينيين في مواجهة المستوطنين. ونبه دغلس إلى أن المقاومة الشعبية تقوم بدورها، ويمكن أن تشهد المرحلة المقبلة بركاناً شعبياً ضد إسرائيل، مشدداً على ضرورة المساندة وتعزيز الوحدة الفلسطينية على الأرض، مطالباً بضرورة التحرك دولياً لمقاضاة إسرائيل بشأن الاستيطان. الرئاسة الفلسطينية وصفت القرار بأنه تدمير لجهود وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الرامية لإنقاذ عملية السلام المتعثرة. وشدد نبيل أبو ردينة الناطق الرسمي باسمها في تصريح له على أن أساس استئناف المفاوضات هو وقف الاستيطان وإطلاق سراح الأسرى. وبالمقابل، حذَّرت وزارة الشؤون الخارجية في الحكومة المقالة بغزة، وبشدة، من خطورة كافة السلوكيات الإسرائيلية الرامية إلى مصادرة الأراضي في نابلس.