اتخذ نجم سانتوس والمنتخب البرازيلي نيمار قراره أخيراً بالانتقال إلى صفوف برشلونة للدفاع عن ألوانه في الموسم المقبل وذلك بعد معلومات متضاربة في الآونة الأخيرة نقلته إلى أكثر من فريق وكان اللاعب ينفيها من حين إلى آخر. وفي حين نفى نيمار رحيله عن سانتوس ب»حجة» أن عوده لم يشتد بعد، أكد مدربه موريسي رامالو إمكانية هذا الانتقال. وتصاعدت لاحقاً وتيرة إشارات مغادرته مع إعلان سانتوس قبول التفاوض لبيع جوهرته الجديدة ، منهياً ثلاث سنوات للإبقاء على لاعبه الذي أمضى 9 مواسم في صفوفه، وطبعاً بعد أخذه الضوء الأخضر من والده. ويبدو أن سانتوس تحديداً راجع حساباته جيداً ووجد أن الصفقة مناسبة الآن فسعى إلى بيع نيمار بسرعة، لأنه بعد ستة أشهر سيصبح اللاعب مخولاً توقيع عقد مبدئي يترك من خلاله فريقه من دون أي مقابل. ورفض سانتوس عرضاً بقيمة 35 مليون يورو من تشلسي الإنجليزي عام 2010، وأعلن بعدها بسنة أن خمسة أندية أوروبية حاولت التوقيع مع المهاجم اليافع (21 سنة)، الذي جدد عقده حتى 2014. اعتاد نيمار أن يرفق كل جملة يتفوّه بها بابتسامات يوزعها يميناً ويساراً، ربما هي عادة أو حركة عصبية لا إرادية من فتى محاط بمعاونين وجماعة من الوكلاء والسماسرة والأصدقاء يحصون أنفاسه حتى عندما يُطلب لمقابلة لا تتعدى مدتها دقائق معدودة. جزم نيمار مرات أنه لن يغادر ناديه سانتوس، حيث نشأ منذ كان في الحادية عشرة، قبل أن ينهي عقده عام 2014، ملمحاً إلى تفضيله البقاء إلى ما بعد المونديال المقبل على أرضه، حيث يحلم أن يكحل عينيه بالكأس الغالية. واتقن مع محيطه التمويه، نافياً كل ما أعلن عن توقيعه عقود والتزامات! علماً أن رئيس برشلونة ساندرو روسيل المرتبط أساسا بعلاقات جيدة مع البرازيل، جعله هدفه الرقم واحد ليجاور الأرجنتيني ميسي في «كامب نو». اشتهر نيمار بعبارة «سأنتقل يوماً»، مضيفاً: «بداية عليّ أن أعزّز مهاراتي في التسديد من الجهتين، التحرك، اللياقة والأسس كلها. كي أتأقلم وأتكيف مع ضغوط المنافسة». وقد عزا محللون وخبراء دلال نيمار وتمنعه إلى الراحة التي يتمتع بها في سانتوس. وعموماً أصبحت الأندية البرازيلية أكثر غنى، إذ تستثمر أكثر في الداخل، وتصدر لاعبين أقل. وتحتل المركز السادس عالمياً على صعيد عالم أعمال كرة القدم، على الرغم من أن حوالى 1500 لاعب يهاجرون سنوياً. لكن 1100 لاعب عادوا عام 2012 في مقابل 974 لاعباً عام 2008. نيمار هو أصلاً نتاج «السر البرازيلي» أي كرة الصالات (فوتسال). كان في الثالثة عشرة من عمره حين حظي بإشادة إعلامية كبيرة. وكاد أن ينتقل إلى ريال مدريد في سن ال14 بعدما شاهده أحد كشافيه وأعجب بموهبته وتوسم فيه كثيراً. لكن رئيس سانتوس مارسيليو تكسييرا جمّد الانتقال وعرض على اللاعب الصغير مليون ريال برازيلي، وهو مبلغ لا سابق له في هذه الفئة العمرية. أنهى نيمار الدوري البرازيلي 2011-2012 في المركز الثامن، بعدما قاده إلى إحراز كأس ليبرتادورس عام 2011. ونصحه توستاو، أحد نجوم المنتخب الفائز بمونديال 1970، بالتأني في خياراته على الرغم من أنه يملك السرعة والقوة والمرونة، إذ «عليه أن يجتهد ليطور أداءه كي يبرع في الخارج وليكون على الأقل في مرتبة رونالدو وكاكا ورونالدينيو وروماريو»، فتعطي الضحكة والقفزة والرقصة مفاعيلها. يبقى أن يحذو نيمار حذو مواطنيه السابقين روماريو ورونالدو وريفالدو الذين دافعوا عن ألوان وتركوا بصمة كبيرة في النادي الكاتالوني.