عزيزي.. نديم أحمد الملا أتمنى أن تكون بخير وأنتَ تقرأ هذا المكتوب يا صديقي الصغير، وأن تكون منشغلاً بموسيقاك الرائعة عن تكشيرة الحُمى، وعن صراخ أمك المفاجئ في كاميراتها المجنونة. لقد مرّ وقت على غيابك، ولاشك أنك تعلم أن اشتياقي إليك طويل مثل ليل.. سارب مثل رقصة، حتى وإن أعطاني «أحمد الملا» هاتفه المتورّم بقصائد الفجيعة وحرب الحياة، وجعلني أحاكيك ك سجين يحدث آخر.. في زنزانة مجاورة؛ فإن الشوق مدد يا صديقي. ويا نديم القلب.. لقد رأيتك في منام الحمامة، تحلب غيمة، وتخيط فتوق البحار وتعيد للمسافرين دربهم الأول. يا لك من صبي، سيقول كهل قطن بين الأحساء والقطيف -ذات يوم- إنني صاحب بصيرة لا تخون، وكيف لا أتكهن بهذا؟! هاه.. كيف؟! وها أنت تلهو عن أحزاني وتقفز من غصنٍ في رأس أبيك إلى غصن في عضد أمك.. وكأنك السنونو بين شجرتي أراك يحفّها الأخدود. لكن دع أحزاني عنك لأشفاع الخراب، دعها فأنا لها، وسأستمع لأبيك هذه المرة يا صديقي، رغم معرفتي أنه لا حكمة لشاعرٍ كي ينصح التائهين، وهو التائه في ردم أودية العدم السحيقة، سأستمع له حين قال: «الأصدقاء. هم الذين يمرون خافضي الأصوات. لئلا أربكَ حنينهم. أو أرتكبَ قلقاً لأرواحهم. كيما يأووا إلى النوم بكمال الطمأنينة»*. لوجهك الصبوح يا صديقي.. أغنية، وقُبلة. محبتي (ص.ز.) * من قصيدة «مدية تلمع بين الأيدي» للشاعر السعودي أحمد الملا.