الذين يصابون بمرض الوسواس القهري قد يعتقدون أن هذه الوساوس إنما هي نتيجة ضعف في الشخصية أو أنها من عمل الشيطان أو الجن أو أنها تكون بسبب حالة نفسية، ولكن الحقيقة ليست كذلك، وربما يكون الاعتقاد هذا يسبب في زيادة حدة المرض ليست الأفكار إلا أفكار سببها خلل كيمائي حيوي في المخ. و تشير بعض الدراسات أن المرض قد يكون وراثيا ولكن لا يظهر إلا بعد أن يقع الشخص تحت ضغط أو إرهاق نفسي على سبيل المثال. سبب المرض دل البحث العلمي على أن السبب في مرض الوسواس القهري هو خلل في انتقال الرسائل من مقدمة المخ إلى أعماقه، ولانتقال الرسائل بشكل طبيعي يستخدم المخ مادة السروتونين (Serotonin) لنقل الرسائل بين الوصلات العصبية، فمرض الوسواس القهري يتعلق بنقصان مادة السروتونين. لذلك فإن الأطباء المختصين وبعد تشخيصهم لمرض الوسواس القهري يقومون في بعض الأحيان بإعطاء المرضى أدوية تزيد من نسبة مادة السروتونين حتى يسهل العلاج النفسي. أعراض الوسواس القهري الوسواس القهري قد يكون علي هيئة أفكار أو أفعال متكررة أو الإثنين معا: وتتمثل في مجموعة من أفكار أو صور ذهنية أو نزعات تتكرر وتتطفل على العقل بحيث يشعر الشخص أنها خارجة عن سيطرته، وتكون هذه الأفكار بدرجة من الإزعاج بحيث يتمنى صاحبها مغادرتها من رأسه،وفي نفس الوقت يعرف صاحب الأفكار أن هذه الأفكار ليست إلا تفاهات أو خرافات. ويصاحب هذه الأفكار عدم الارتياح، والشعور بالخوف أو الكراهية، أو الشك أو النقصان. بعض هذه الوساوس هي: استحواذ فكرة القذارة والتنجيس. استحواذ فكرة الحاجة إلى التناسق. استحواذ أفكار العنف مثلا الخوف من أن يكون الشخص هو السبب في مأساة خطيرة مثل حريق أو قتل، تكرار تطفل أفكار عنف، أو الخوف من أن يقوم الشخص بتنفيذ فكرة عنف مثل طعن شخص أو رميه بالرصاص، الخوف الغير منطقي من التسبب في إيذاء الآخرين، مثل الخوف من أن تكون أصبت أحدهم أثناء قيادة السيارة. استحواذ تجميع الأشياء: تجميع مهملات لا فائدة منها مثل الجرائد أو أشياء تم أخذها من القمامة، عدم القدرة على التخلص من شيء للاعتقاد أنها من الممكن أن تكون لها فائدة في المستقبل،والخوف من أن يكون الشخص قد تخلص من شيء بالخطأ. استحواذ أفكار تطيرية أو خيالية: الاعتقاد أن بعض الأرقام أو الألوان أو ما أشبه هي محظوظة أو غير محظوظة. استحواذ الأفكار الجنسية: أفكار جنسية التي لا يتقبلها الشخص. التنظيف والغسيل الكثير: التكرار الروتيني المبالغ فيه للغسيل أو السباحة أو دخول الحمام أو غسيل الأسنان أو غسل اليدين . المراجعة أو التدقيق الاضطراري: التأكد من أن الباب مقفل أو جهاز الكهربائي مطفأ بشكل متكرر. والمصابين بمرض الوسواس القهري يحاولون التخلص من الأفكار المتكررة عن طريق القيام بعادات اضطرارية، وتكون هذه العادات قائمة على أسس معينة، والقيام بهذه العادات لا يعني أن القائم بها مرتاح من قيامه بها، ولكن العمل بهذه العادات هي مجرد للحصول على راحة مؤقتة من تكرار الوسواس. هناك أربعة أمور مهمة لابد من مراعاتها عند العلاج : 1. معرفة الشخص المريض بالمرض والتحدث مع المختصين في مجال الطب النفسي لتشخيص المرض بالطريقة الصحيحة. 2. تعريف أهل المريض بالمرض لمراعاة المريض والاهتمام به بالشكل الصحيح وعدم اليأس والاستسلام. 3. قيام المريض بالعلاج النفسي السلوكي لمقاومة المرض. 4. قيام المريض بأخذ الدواء وعدم تركه إلى النهاية إذا ما وصف له (خصوصا أن بعض أدوية مرض الوسواس القهري تتطلب على الأقل 6 أسابيع قبل أن تعمل بالشكل الصحيح)