أجد كثير من رسائل «الواتساب» تطالبني بضرورة تمرير ونشر ما أقرأه لمضاعفة الحسنات! وأغلب هذه الرسائل الآتية بال»النسخ واللصق» تكون مدعومة بحسن النية وطلب الأجر، أو تكون وسيلة من «الأتباع» لترسيخ شهرة «شيخهم» من خلال الرسائل التي تحثّ على نشر كلامه ليحظى المرسل بدعوة بظهر الغيب من الشيخ نفسه بشرط بلوغ «النِّصاب» وإرسالها لعشرة أشخاص أو يزيدون! وبعض رسائل «الواتس» تميل لاتهام الناس بما ليس فيهم والانتقاص منهم؛ أو الافتراء عليهم! وقبل فترة سألني أحد الزملاء عن معرفتي بالكاتب العكاظي «خلف الحربي»؟ ومرر رسالة «واتساب» عبارة عن مقالة منسوبة إليه وفيها انتقاد مضمر لسكان جزء من الوطن، أنهيت قراءة الرسالة وقلت لزميلي بالحرف الواحد: هذا ليس أسلوب «خلف» في الكتابة ولا «النَّفَسُ نفَسُه»! والمقال منسوبٌ إليه زوراً؛ وليس للأمر ما يبرره سوى أن كاتب الرسالة الأصلي جبانٌ وفاقد للثقة بنفسه! بدليل عدم كتابة اسمه بل ظل متخفياً خلف اسم كاتب لامع! ولأن «الواتساب» من أسهل وأسرع أدوات التواصل انتشاراً فإنها لن تعدم أن تكون بيئة خصبة لنشر الإشاعات التي تموّه بحرفية عالية؛ أو تكون وسيلة إزعاج مقيتة لشخص يتم الزج برقم جواله في إعلانات التوظيف! ومع كل السلبيات أعلاه فإنني ضد منع هذه الوسيلة وبقية أخواتها من أدوات التواصل؛ إنما على كل مستفيد من هذه الخدمة أن يعي مسؤوليته مراقباً الله فلا تتحول هذه الأداة عن طريقه لأذية الناس ورمي أعراضهم ظلماً وعدواناً أو اتخاذها وسيلةً لتشويه الحقائق؛ أما الرسائل المغلفة بالدين وهي من جوهره براء فلا أقلّ من الدعاء لأصحابها بالهداية دون «شروط» أو «واسطة» من أحد!