حولت الفتيات المتزوجات حديثاً الحج إلى واجب، يراه الزوج فرضاً فيما تراه الزوجات هدية، ولوحظ في السنوات القليلة الماضية ارتفاع نسبة حج الرجال وزوجاتهم مقابل انخفاض عدد الحجاج العزاب، الذين لم يمضِ على زواجهم سوى سنوات قليلة. إلحاح الزوجات ويرى فارس السعيد أن الدافع لأخذ الزوجات للحج هو إصرار الزوجات وإلحاحهن على قضاء فريضة الحج مبكرًا، واعتبارهن ذلك واجبًا على الزوج القيام به، بالإضافة إلى أن الرجل نفسه لابد أن يصحب زوجته حين أدائه فريضة الحج، أما التبكير في ذلك فيعود إلى رغبة الرجل في التخلص من واجباته، للتفرغ لتأمين مستقبل أسرته وبناء منزل الزوجية. هم الحج يقول سعد الحميدي: “قررت أخذ زوجتي للحج كي أشعر بالراحة، إذ أنني لا أتوقف عن التفكير والقلق حيال حج زوجتي في كل موسم، بالرغم من أنه لم يمضِ على زواجي سوى سبع سنوات، وهذا الشعور ليس لدي وحدي من يحمل همّ حج زوجته، بل جميع أصدقائي، حيث يعتبر كل منهم ذلك واجباً عليه، وإن لم يفرضه الشرع عليهم.” جدات غير متفرغات وأضاف الحميدي “إن معظم الشباب يحرصون على أخذ زوجاتهم لقضاء فريضة الحج في سنوات الزواج الأولى، وأهم عامل يدفعهم لذلك هو الخوف من زيادة عدد الأبناء، حيث يحد ارتفاع عدد الأطفال لأكثر من واحد من حركة الزوجين، فالأمر ليس كالسابق وذلك أن كثيرًا من الجدات هذه الأيام عاملات، وإن لم يكن كذلك فيبقى اهتمامهن بأنفسهن، في الماضي كانت الجدات لا يملكن أي طموح بعد تزويج أولادهن سوى انتظار قدوم الأحفاد والاحتفاء بهم، بينما تعتبر جدات هذه الأيام تزويج بناتهن وأولادهن، فرصة حقيقية للتفرغ لحياتهن الخاصة والعناية بأنفسهن لاستعادة ما فاتهن، معتبرات أن دورهن انتهى إلى هذا الحدّ ليبدأ دور بناتهن وأولادهن”. حب الزوجة ويجد حمد العبدالله أن الدافع الأول والأخير الذي دفعه لأخذ زوجته للحج، ليقضيا فرضهما معًا العام الماضي، هو احترامه وحبه لها، فالزوجة شريكة العمر، ويفترض من الزوج أن يفكر فيها ويسعى لما ينفعها بالدنيا والآخرة، ويعتقد أن هذا الدافع هو ذاته الذي يدفع باقي الأزواج لذلك. ارتفاع الوعي ويؤكد أحمد العيسى أن أغلب الحجاج هم من الشباب الذين لم يمضِ على زواجهم سوى سنوات قليلة حيث لاحظ ارتفاع نسبة حج الرجال وزوجاتهم بالسنوات الأخيرة، يقابل ذلك قلّة عدد الحجاج العزاب، ويرى العيسى أن السبب في ذلك يعود لارتفاع الوعي الديني والعلمي والثقافي، حيث أصبح الحب والاحترام يلعبان دورًا مهمًا في رسم الحقوق والواجبات الزوجية، مضيفاً أن تسهيل أمور الحج، ساعد في ذهاب عدد كبير من النساء، فلم يعد الحج شاقًا وصعبًا كما كان عليه سابقًا. هدية قيمة وترى أمجاد عبداللطيف (متزوجة منذ خمس سنوات) أن قيام الزوج بمساعدة زوجته لأداء فريضة الحج يجب أن يكون له تأثيره في نفس الزوجة، فليس هناك عطاء ممكن أن يقدمه الزوج لزوجته، أجمل من أن يعينها على قضاء فريضة الحج العظيمة، فهي هدية لا تقدر بثمن. أما منيرة الأحمد فترى أن مساعدة الزوج زوجته في أداء مناسك الحج هو واجب عليه، مثلما تقوم الزوجة بالمقابل بأشياء كثيرة غير مفروضة عليها تجاهه. ثقافة روحية وتقول الإخصائية الاجتماعية فتحية صالح: “إن على الزوجين أن يخرجا من إطار المفروض والواجب في تقييمنا للآخر، وألا نقلل من قيمة ما يتم تقديمه، سواء كان واجبًا أو غير واجب، وأن نتعلم تقدير كل ما يقدم لنا مهما كان رمزيًا وبسيطًا، ولنتذكر أن جميع الناس لا يقومون بالواجب، وأتمنى أن نكون أكثر إيجابية، فابتسامة الزوج والزوجة تعني الكثير، فهي تعكس صفاء مشاعر كل منهما تجاه الآخر، وهي إن خرجت من القلب تكون أبلغ من الشمس المشعة في إضاءة عتمة قلوبنا، فلنتعلم ثقافة التعامل الروحية والنفسية، ليس بين الزوجين وحسب، بل بين الناس وبعضهم البعض”. الحج | الزواج | مجتمع | ملحق الأحساء