دائماً ما يتأثر الخليج العربي بالأفكار والأيديولوجيات العربية فقد رأينا في الماضي من ركب موجة القومية والاشتراكية لما كانت سائدة في العالم العربي وهكذا يعيد التاريخ نفسه فبدأت تكثر التنظيمات الإخوانية في الخليج وكثر المنتمون لها والمتأثرون بها لأن هذا هو وقت الإخوان في الدول العربية بامتياز، فقد انفكوا من عقالهم وأمسكوا بزمام الحكم في دول الربيع والخريف العربي. وانتشار فكرهم في الخليج لا يخيفنا، فقد دخلت إلى الثقافة الخليجية أفكار من جميع الاتجاهات ولم تهدد نظام الحكم ولم تعكر الهدوء السياسي لدينا. فلكل إنسان الحق أن يعتقد ويؤمن بما يشاء، لأننا نؤمن بحرية الرأي والتعبير ونقاتل من أجلها، فكيف لنا أن نقاتل من أجل التنظير لهذا المبدأ؟ ثم إذا جاء الفكر الإخواني حاربناه وجرمنا من يتأثر به وأعني هنا الفكر فقط. أما الحراك والتنظيم والتحزب تحت لواء الإخوان فيجب أن يُجرم لأنه ليس لدى دول الخليج أي نظام يسمح للتحزب وإنشاء أحزاب سياسية وإنما يسمح بالانتخابات المباشرة البعيدة عن الأيديولوجية والولاء للجماعات الخارجية. ما يقلقنا هم هؤلاء الحركيون الذين ينظمون ويتحركون من أجل إنشاء أحزاب إخوانيّة توالي وتبايع المرشد ويرغبون في قلب وتغيير أنظمة الحكم القائمة. أما المتأثرون فكرياً دون تجمع وتحزب فإن لهم ذلك فلا بد أن نسمح لسوق الأفكار أن يكون مفتوحاً على الجميع دون تخوين. أما بالنسبة لإخوان الدول الأخرى فلا أدري لماذا هذه الحملة المسعورة والحكم المسبق من الإعلام على الأحزاب الإخوانيّة غير الخليجية وكأنها محور الشر وكارثة العصر، مع أنهم لا يزلون في بدايتهم ولا ينبغي أن نحاكمهم بتاريخهم فهم لم يمكنوا آنذاك فيتعين الإنصاف والحياد والنقد الموضوعي لهم. لذا فالأفكار الإخوانية في الخليج لن تؤثر ويجب ألا تحارب من باب السماح للحرية الفكرية أما التحرك والتحزب فهو الذي يجب أن يحارب ويعزل لأننا لا نريد لمجتمعنا الانجراف نحو التحزب والاصطفاف.