عمان – الشرق خامنئي طلب من حزب الله اللبناني والمليشيات العراقية دعم الأسد مهما كانت التكاليف. المالكي يريد ضمانات أمريكية بعدم عودة مقاتلي «النصرة» و«القاعدة» إلى العراق.. ومستعد لدعم الجهود الأمريكية لاختيار بديل للأسد. تناقضت مواقف قائد القوات الأمريكية للمنطقة الوسطى الجنرال «لويد أوستن» مع الحكومة العراقية حول الحلول المقترحة للانتهاء من الأزمة السورية، وأهمية استيعاب مرحلة «نقطة الصفر» في سقوط نظام بشار الأسد. وتؤكد مصادر سياسية في عمان ل «الشرق» أن الجنرال الأمريكي الذي كان له دور بارز في تسمية نوري المالكي لرئاسة الوزراء في الفترة التشريعية الثانية، كان صريحاً معه وبقية القيادات العراقية التي التقى بها خلال زيارته الأخيرة للعراق، وزار خلالها قاعدة «البغدادي»، المقر السابق للقوات الأمريكية في الصحراء العراقية الغربية، وتعد هذه القاعدة التي تشمل أحدث مطار جوي قامت شركة صربية ببنائه في عقد الثمانينيات من القرن الماضي، ويعد اليوم أحد أبرز نقاط ارتكاز لواء من قوات المارينز وشهدت مدرجاتها هبوط ناقلات جنود ومدرعات «همفي» للاستخدام الصحراوي، فضلاً عن عدد من طائرات «بيرداتور» والتي تعرف ب «الديناصور الطائر» وهي طائرات دون طيار، استخدمت في أفغانستان والعراق وتم تطويرها للاستخدامات القتالية في رصد الأهداف والتعامل معها. وتشير هذه المصادر العراقية القريبة من التحالف الشيعي الحاكم إلى أن الجنرال أوستن قدم إلى المالكي صوراً وخرائط لعمليات دخول عناصر المليشيات الشيعية القادمة من إيران إلى سوريا من خلال الأراضي العراقية، كما أحرج المالكي بصور من الأقمار الصناعية لعمليات تفتيش روتينية للطائرات التي تقوم بها عناصر عراقية غير مؤهلة، فضلا عن عدم إجبار جميع الطائرات الإيرانية، لاسيما العسكرية على الهبوط في مطارات التفتيش، والتي تنقل المعدات من إيران إلى مطار اللاذقية العسكري لإسناد نظام بشار الأسد. وفي هذا الإطار، كشفت هذه المصادر ل «الشرق» عن تكليف المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، لقوات حزب الله اللبناني وبقية المليشيات العراقية أن تقدم الإسناد والمساعدة لنظام بشار الأسد مهما كانت التكاليف، وهناك خطة لحشد ستين ألف مقاتل خلال الأسبوع الجاري، لم يستطع المالكي إنكارها أمام الجنرال الأمريكي، مشدداً له أن عملية التطوع هذه تتم خارج إطار الدولة وللدفاع عن مراقد شيعية مقدسة تقوم قوات الجيش السوري الحر وجبهة النصرة بنبشها. وتضيف المصادر «طلب المالكي من الجنرال الأمريكي ضمانات واضحة بعدم عودة مقاتلي جبهة النصرة لتنظيم القاعدة إلى العراق، أو اختلال التوازن في المنطقة الغربية بالضد من التشكيل السياسي لحكم الأغلبية الشيعية ما بعد انهيار وسقوط بشار الأسد مقابل دور عراقي أكبر في دعم الجهود الأمريكية لاختيار بديل لبشار الأسد سياسياً قبل الحل العسكري الذي تنوي واشنطن اتخاذه في دمشق». موضحة أن الرد الأمريكي على المخاوف الشيعية والذي طرحه المستشار السياسي للجنرال الأمريكي في جميع مقابلاته مع المسؤولين العراقيين ومن بينهم المالكي، بأن العراق يحكم بطريقة الانتخاب الديمقراطي، وإذا نجح الشيعة بالوصول إلى الحكم عن طريق صناديق الاقتراع فلا مشكلة في الموضوع أمريكياً، لكن رفض المناطق الغربية وربما الأكراد وحتى بعض الشيعة العلمانيين لحكم الأحزاب الإسلامية الشيعية المتمسكة بالنفوذ الإيراني، فالموضوع لا يمكن أن تتدخل فيه واشنطن». وتفيد هذه المصادر أن القوات الأمريكية التي تقدر بحجم لواء مجوقل، أخذت مواقعها ضمن قوات الفرقة الثامنة للجيش العراقي، وأن مهمة هذه القوات حددت وفقاً لرسالة وجهها الجنرال أوستن إلى رئيس الوزراء باستيعاب ساعة الصفر لسقوط نظام بشار الأسد وضمان عدم تسرب أية أسلحة للدمار الشامل إلى خارج سوريا، ومنها العراق، فضلاً عن ضبط الحدود العراقية السورية ضد المتسللين من العراق إلى سوريا وبالعكس.