دعا الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، أمس، إلى «نظام عالمي جديد» يقوم على العدالة في وجه «انحطاط الرأسمالية»، التي قال إنها «في مازق». وقال أحمدي نجاد، في مؤتمر صحافي في جامعة هافانا، بعد ساعات من وصوله إلى كوبا، في زيارة تستغرق 24 ساعة، في إطار جولة على أمريكا اللاتينية، «إننا نلاحظ أن النظام الرأسمالي في انحطاط في عدة مناطق، إنه في مأزق». ورأى الرئيس الإيراني أنه من الضروري قيام «نظام جديد ورؤية جديدة تحترم البشر كافة، وتقوم على العدالة». وأضاف أحمدي نجاد، الذي منحته جامعة هافانا شهادة فخرية في العلوم السياسية «علينا أن نظل يقظين ومتأهبين؛ لأننا إذا لم نحضر بأنفسنا النظام العالمي الجديد، فإن ورثة العبودية والرأسماليين هم الذين سيفرضون علينا نظاماً جديداً». وبدون التطرق إلى مشكلة البرنامج النووي في بلاده، ركز أحمدي نجاد هجماته على الدول الرأسمالية الكبرى، وخصوصاً الولاياتالمتحدة. وقال إن «اليوم الوسيلة الوحيدة التي تبقت للرأسمالية هي القتل، إنه نظام أخفق، وهو في انحطاط». وأضاف أن «الذين يشنون الحرب بهدف واحد هو الفوز بالانتخابات الرئاسية في الولاياتالمتحدة، ويقتلون آلاف وملايين الأشخاص، قلوبهم خالية تماماً من المحبة والعطف على الآخرين». وخلص الرئيس الإيراني إلى القول إن «عملنا المشترك، مهمتنا وتحدينا، هو أن نبذل كل جهودنا من أجل العدالة». ولوح الرئيس الإيراني، نجاد، بعلامة النصر، وقال «إن إيران لم تفعل شيئاً يبرر عداوة أعدائها وسط اشتداد التوترات الدولية». ولم يقل شيئاً عن مقتل عالم نووي إيراني في تفجير سيارة في طهران. وألقت إيران باللوم في مقتل العالم على إسرائيل والولاياتالمتحدة. وقال لطلاب عقب وصوله العاصمة الكوبية في تصريحات مبطنة في جامعة هافانا إن إيران «تجري معاقبتها» دونما سبب وجيه. وقال أحمدي نجاد «هل اعتدينا على أحد. هل طلبنا أكثر مما يحق لنا؟ لا لا. لم نطلب إلا أن نصدع بالحق ونرسي العدل». وفي وقت سابق رفض أحمدي نجاد أن يدلي بأي تعليق لدى وصوله مطار خوسيه مارتي الدولي في هافانا، حيث ابتسم ولوح بعلامة النصر عدة مرات للصحافيين. وكوبا ثالث محطة يزورها أحمدي نجاد في إطار جولة في أمريكا اللاتينية تهدف لإظهار الدعم من أربع دول يسارية، هي فنزويلا ونيكاراجوا وكوبا والإكوادور، مع تزايد عزلة طهران في ظل تشديد العقوبات الاقتصادية الغربية. ومنحت الجمهورية الإسلامية كوبا ائتماناً بمئات الملايين من الدولارات، استخدمتها هافانا بالأساس لشراء عربات قطارات إيرانية الصنع لشبكة سككها الحديدية المتهالكة.